نامه(31)

نامه(31)

ومن وصيّته عليه السلام

 

للحسن بن علي عليه السلام ، كتبها إليه بـ «حاضرين» عند انصرافه من صفّين

مِنَ الْوَالِدِ الْفَانِ، الْمُقِرِّ لِلزَّمَانِ الْمُدْبِرِ الْعُمُرِ، الْمُسْتَسْلِمِ لِلدَّهْرِ، الذَّامِ لِلدُّنْيَا، السَّاكِنِ مَسَاكِنَ الْمَوْتَی، الظَّاعِنِ عَنْهَا غَداً، إِلَی الْمَوْلُودِ الْمُؤَمِّلِ مَا لاَ يُدْرَكُ، السَّالِكِ سَبِيلَ مَنْ قَدْ هَلَكَ، غَرَضِ الاََْسْقَامِرَهِينَةِالاََْيَّامِ، وَرَمِيَّةِ،ص الْمَصَائِبِ، وَعَبْدِ الدُّنْيَا، وَتَاجِرِ الْغُرُورِ، وَغَرِيمِ الْمَنَايَا، وَأَسِيرِ الْمَوْتِ، وَحَلِيفِ الْهُمُومِ،قَرِينِ الاََْحْزَانِ، وَنُصْبِ الاَْفَاتِ وَصَرِيعِ الشَّهَوَاتِ، وَخَلِيفَةِ الاََْمْوَاتِ.
أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ فِيَما تَبَيَّنْتُ مِنْ إِدْبَارِ الدُّنْيَا عَنِّي، وَجُمُوحِ الدَّهْرِعَلَيَّ، وَإِقْبَالِ الاَْخِرَةِ إِلَيَّ، مَا يَزَعُنِيعَنْ ذِكْرِ مَنْ سِوَايَ، وَالاْهْتَِمامِ بِمَا وَرَائِي غَيْرَ أَنِّي حَيْثُ تَفَرَّدَ بِيدُونَ هُمُومِ النَّاسِ هَمُّ نَفْسِي، فَصَدَفَنِيرَأْيِي، وَصَرَفَنِي عَنْ هَوَايَ، وَصَرَّحَ لِي مَحْضُ أَمْرِي فَأَفْضَی بِي إِلَی جِدٍّ لاَ يَكُونُ فِيهِ لَعِبٌ، وَصِدْقٍ لاَ يَشُوبُهُ كَذِبٌ.
وَوَجَدْتُكَ بَعْضِي، بَلْ وَجَدْتُكَ كُلِّي، حَتَّی كَأَنَّ شَيْئاً لَوْ أَصَابَكَ أَصَابَنِي، وَكَأَنَّ الْمَوْتَ لَوْ أَتَاكَ أَتَانِي، فَعَنَانِي مِنْ أَمْرِكَ مَا يَعْنِيني مِنْ أَمْرِ نَفْسِي، فَكَتَبْتُ إِليْكَ كِتَابِي هَذا، مُسْتظْهِراً بِهِإِنْ أَنا بَقِيتُ لَكَ أَوْ فَنِيتُ.
فَإِنِّي أُوصِيكَ بِتَقْوَی اللهِ ـ أَيْ بُنيَّ ـ وَلُزُومِ أَمْرِهِ، وَعِمَارَةِ قَلْبِكَ بِذِكْرِهِ، وَالاِْعْتِصَامِ بِحَبْلِهِ، وَأَيُّ سَبَبٍ أَوْثقُ مِنْ سَبَبٍ بَيْنكَ وَبَيْنَ اللهِ عَزّوَجَلَّ إِنْ أَنْتَ أَخَذْتَ بِهِ!
أَحْيِ قَلْبَكَ بِالْمَوْعِظَةِ، وَأَمِتْهُ بِالزَّهَادَةِ، وَقَوِّهِ بِالْيَقِينِ، وَنَوِّرْهُ بِالْحِكْمَةِ، وَذَلِّلْهُ بِذِكْرِ الْمَوْتِ، وَقَرِّرْهُ بِالْفَنَاءِ وَبَصِّرْهُفَجَائِعَالدُّنْيَا، وَحَذِّرْهُ صَوْلَةَ الدَّهْرِ وَفُحْشَ تَقَلُّبِ اللَّيَالِي وَالاََْيَّامِ، وَاعْرِضْ عَلَيْهِ أَخْبَارَ الْمَاضِينَ، وَذَكِّرْهُ بِمَا أَصَابَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ مِنَ الاََْوَّلِينَ، وَسِرْ فِي دِيَارِهِمْ وَآثَارِهِمْ، فَانْظُرْ مَا فَعَلُواعَمَّا انْتَقَلُوا، وَأَيْنَ حَلُّوا وَنَزَلُوا! فَإِنَّكَ تَجِدُهُمْ انْتَقَلُوا عَنِ الاََْحِبَّةِ، وَحَلُّوا دَارَالْغُرْبَةِ، وَكَأَنَّكَ عَنْ قَلِيلٍ قَدْ صِرْتَ كَأَحَدِهِمْ. فَأَصْلِحْ مَثْوَاكَ، وَلاَ تَبِعْ آخِرَتَكَ بِدُنْيَاكَ،
وَدَعِ الْقَوْلَ فِيَما لاَ تَعْرِفُ، وَالْخِطَابَ فِيَما لَمْ تُكَلَّفْ، وَأَمْسِكْ عَنْ طَرِيقٍ إِذَا خِفْتَ ضَلاَلَتَهُ، فَإِنَّ الْكَفَّ عِنْدَ حَيْرَةِ الضَّلاَلِ خَيْرٌ مِنْ رُكُوبِ الاََْهْوَالِ، وَأْمُرْ بالْمَعْرُوفِ تَكُنْ مِنْ أَهْلِهِ، وَأَنْكِرِ المُنكَرَ بِيَدِكَ وَلِسَانِكَ، وَبَايِنْمَنْ فَعَلَهُ بِجُهْدِكَ، وَجَاهِدْ فِي اللهِ حَقَّ جَهَادِهِ، وَلاَ تَأْخُذْكَ فِي اللهِ لَوْمَةُ لاَئمٍ، وَخُضِ الْغَمَرَاتِإلَی الحَقِّ حَيْثُ كَانَ، وَتَفَقَّهُ فِي الدِّينِ، وَعَوِّدْ نَفْسَكَ الصَّبْرَ عَلَی الْمَكْرُوهِ، وَنِعْمَ الْخُلُقُ التَّصَبُّرُ،
وَأَلْجِیءْ نَفْسَكَ فِي الاَُمُورِ كُلِّهَا إِلَی إِلهِكَ، فَإِنَّكَ تُلجِئُهَا إِلَی كَهْفٍ)ط حَرِيزٍ وَمَانِعٍ عَزِيزٍ، وَأَخْلِصْ فِي الْمَسْأَلَةِ لِرَبِّكَ، فَإِنَّ بِيَدِهِ الْعَطَاءَ وَالْحِرْمَانَ، وَأَكْثِرِ الاِسْتِخَارَةَ وَتَفَهَّمْ وَصِيَّتِي، وَلاَ تَذْهَبَنَّ [عَنْكَج صَفْحاً فَإِنَّ خَيْرَ الْقَوْلِ مَا نَفَعَ. وَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي عِلْمٍ لاَ يَنْفَعُ، وَلاَ يُنْتَفَعُ بِعِلْمٍ لاَ يَحِقُّتَعَلُّمُهُ.
أَيْ بُنَيَّ، إِنِّي لَمَّا رَأَيْتُنِي قَدْ بَلَغْتُ سِنّاً وَرَأَيْتُنِي أَزْدَادُ وَهْناً بَادَرْتُ بِوَصِيَّتِي إِلَيْكَ، وَأَوْرَدْتُ خِصَالاً مِنْهَا قَبْلَ أَنْ يَعْجَلَ بِي أَجَلِي دُونَ أَنْ أُفْضِيَط إِلَيْكَ بِمَا فِي نَفْسِي، أَوْ أَنْ أَنْقُصَ فِي رَأْيِي كَمَا نُقِصْتُ فِي جِسْمِي، أَوْ يَسْبِقَنِي إِلَيْكَ بَعْضُ غَلَبَاتِ الْهَوَی وَفِتَنِ الدُّنْيَا، فَتَكُونَ كَالصَّعْبِ النَّفُورِنط، وَإِنَّمَا قَلْبُ الْحَدَثِ كَالاََْرْضِ الْخَالِيَةِ مَا ألْقِيَ فِيهَا مِنْ شَيءٍ قَبِلَتْهُ، فَبَادَرْتُكَ بِالاََْدَبِ قَبْلَ أَنْ يَقْسُو قَلْبُكَ، وَيَشْتَغِلَ لُبُّكَ، لِتَسْتَقْبِلَ بِجِدِّ رَأْيِكَ مِنَ الاََْمْرِ مَا قَدْ كَفَاكَ أَهْلُ التَّجَارِبِ بُغْيَتَهُوَتَجْرِبَتَهُ، فَتَكُونَ قَدْ كُفِيتَ مَؤُونَةَ الطَّلَبِ، وَعُوفِيتَ مِنْ عِلاَجِ التَّجْرِبَةِ، فَأَتَاكَ مِنْ ذلِكَ مَا قَدْ كُنَّا نَأْتِيهِ، وَاسْتَبَانَپط لَكَ مَا رُبَّمَا أَظْلَمَ عَلَيْنَا مِنْهُ.
أَيْ بُنَيَّ، إِنِّي وَإِنْ لَمْ أَكُنْ عُمِّرْتُ عُمُرَ مَنْ كَانَ قَبْلِي، فَقَدْ نَظَرْتُ فِي أَعْمَالِهِمْ، وَفَكَّرْتُ فِي أَخْبَارِهِمْ، وَسِرْتُ فِي آثَارِهِمْ، حَتَّی عُدْتُ كَأَحَدِهِمْ، بَلْ كَأَنِّي بِمَا انْتَهَی إِلَيَّ مِنْ أُمُورِهِمْ قَدْ عُمِّرْتُ مَعَ أَوَّلِهِمْ إِلَی آخِرِهِمْ، فَعَرَفْتُ صَفْوَ ذلِكَ مِنْ كَدَرِهِ، وَنَفْعَهُ مِنْ ضَرَرِهِ، فَاسْتَخْلَصْتُ لَكَ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ نَخِيلَتَهُلا،تَوَخَّيْتُلَكَ جَمِيلَهُ، وَصَرَفْتُ عَنْكَ مَجْهُولَهُ، وَرَأَيْتُ حَيْثُ عَنَانِي مِنْ أَمْرِكَ مَا يَعْنِي الْوَالِدَ الشَّفِيقَ، وَأَجْمَعْتُ عَلَيْهِمِنْ أَدَبِكَ أَنْ يَكُونَ ذلِكَ وَأَنْتَ مُقْبِلُ الْعُمُرِ مُقْتَبَلُالدَّهْرِ، ذُونِيَّةٍ سَلِيمَةٍ، وَنَفْسٍ صَافِيَةٍ، وَأَنْ أَبْتَدِئَكَ بِتَعْلِيمِ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَتَأْوِيلِهِ، وَشَرَائِعِ الاِِْسْلاَمِ وَأَحْكَامِهِ، وَحَلاَلِهِ وَحَرَامِهِ، لاَ أُجَاوِزُ ذلِكَبَكَ إِلَی غَيْرِهِ.
ثُمَّ أَشْفَقْتُأَنْ يَلْتَبِسَ عَلَيْكَ مَا اخْتَلَفَ النَّاسُ فِيهِ مِنْ أَهْوَائِهِمْ وَآرَائِهِمْ مِثْلَ الَّذِي الْتَبَسَعَلَيْهِمْ، فَكَانَ إِحْكَامُ ذلِكَ عَلَی مَا كَرِهْتُ مِنْ تَنْبِيهِكَ لَهُ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ إِسْلاَمِكَ إِلَی أَمْرٍ لاَ آمَنُ عَلَيْكَ بِهِ الْهَلَكَةَ وَرَجَوْتُ أَنْ يُوَفِّقَكَ اللهُ فِيهِ لِرُشْدِكَ، وَأَنْ يَهْدِيَكَ لِقَصْدِكَ، فَعَهِدْتُ إِلَيْكَ وَصِيَّتِي هذِهِ. وَاعْلَمْ يَا بُنَيَّ، أَنَّ أَحَبَّ مَا أَنْتَ آخِذٌ بِهِ إِلَيَّ مِنْ وَصِيَّتِي تَقْوَی اللهِ، وَالاِِْقْتِصَارُ عَلَی مَا فَرَضَهُ اللهُ عَلَيْكَ، وَالاََْخْذُ بِمَا مَضَی عَلَيْهِ الاََْوَّلُونَ مِنْ آبَائِكَ، وَالصَّالِحُونَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ، فَإِنَّهُمْ لَمْ يَدَعُواأَنْ نَظَرُوا لاََِنْفُسِهِمْ كَمَا أَنْتَ نَاظِرٌ، وَفَكَّرُوا كَمَا أَنْتَ مُفَكِّرٌ، ثُمَّ رَدَّهُمْ آخِرُ ذلِكَ إِلَی الاََْخْذِ بِمَا عَرَفُوا، وَالاِِْمْسَاكِ عَمَّا لَمْ يُكَلَّفُوا،
فَإِنْ أَبَتْ نَفْسُكَ أَنْ تَقْبَلَ ذلِكَ دُونَ أَنْ تَعْلَمَ كَمَا عَلِمُوا فَلْيَكُنْ طَلَبُكَ ذلِكَ بَتَفَهُّمٍ وَتَعَلُّمٍ، لاَ بِتَوَرُّطِ الشُّبُهَاتِ، وَعُلَقِالْخُصُومَاتِ. وَابْدَأْ قَبْلَ نَظَرِكَ فِي ذلِكَ بِالاِسْتِعَانَةِ بِإِلهِكَ، وَالرَّغْبَةِ إِلَيْهِ فِي تَوْفِيقِكَ، وَتَرْكِ كُلِّ شَائِبَةٍأَوْلَجَتْكَفِي شُبْهَةٍ، أَوْ أَسْلَمَتْكَ إِلَی ضَلاَلَةٍ.
فَإذا أَيْقَنْتَ أَنْ قَدْ صَفَا قَلْبُكَ فَخَشَعَ، وَتَمَّ رَأْيُكَ وَاجْتَمَعَ، وَكَانَ هَمُّكَ فِي ذلِكَ هَمّاً وَاحِداً، فَانْظُرْ فِيَما فَسَّرْتُ لَكَ، وَإِنْ أنْتَ لَمْ يَجْتَمِعْ لَكَ مَا تُحِبُّ مِنْ نَفْسِكَ، وَفَرَاغِ نَظَرِكَ وَفِكْرِكَ، فَاعْلَمْ أَنَّكَ إِنَّمَا تَخْبِطُ الْعَشْوَاءَ وَتَتَوَرَّطُزع الظَّلْمَاءَ، وَلَيْسَ طَالِبُ الدِّينِ مَنْ خَبَطَ وَلاَ مَنْ خَلَّطَ، وَالاِِْمْسَاكُ عَنْ ذلِكَ أَمْثَلُ
فَتَفَهَّمْ يَا بُنَيَّ وَصِيَّتِي، وَاعْلَمْ أَنَّ مَالِكَ الْمَوْتِ هُوَمَالِكُ الحَيَاةِ، وَأَنَّ الْخَالِقَ هُوَ الْمُمِيتُ، وَأَنَّ الْمُفْنِيَ هُوَ الْمُعِيدُ، وَأَنَّ الْمُبْتَلِيَ هُوَ الْمُعَافِي، وَأَنَّ الدُّنْيَا لَمْ تَكُنْ لِتَسْتَقِرَّ إِلاَّ عَلَی مَا جَعَلَهَا اللهُ عَلَيْهِ مِنْ النَّعْمَاءِ، وَالاِِْبْتِلاَءِ، وَالْجَزَاءِ فِي الْمَعَادِ، أَوْ مَاشَاءَ مِمَّا لاَ تعْلَمُ،
فَإِنْ أَشْكَلَ عَلَيْكَ شَيْءٌ مِنْ ذلِكَ فَاحْمِلْهُ عَلَی جَهَالَتِكَ بِهِ، فَإِنَّكَ أَوَّلُ مَا خُلِقْتَ جَاهِلاً ثُمَّ عَلِمْتَ، وَمَا أَكْثَرَ مَا تَجْهَلُ مِنَ الاََْمْرِ، وَيَتَحَيَّرُ فِيهِ رَأْيُكَ، وَيَضِلُّ فِيهِ بَصَرُكَ ثُمَّ تُبْصِرُهُ بَعْدَ ذلِكَ ! فَاعْتَصِمْ بِالَّذِي خَلَقَكَ وَرَزَقَكَ وَسَوَّاكَ، وَلْيَكُنْ لَهُ تَعَبُّدُكَ، وَإِلَيْهِ رَغْبَتُكَ، وَمِنْهُ شَفَقَتُكَ
وَاعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّ أَحَداً لَمْ يُنْبِیءْ عَنِ اللهِ سُبْحَانَهُ كَمَا أَنْبَأَ عَنْهُ نَبِيُّنَا صلی الله عليه وآله فَارْضَ بِهِ رَائِداً وَإِلَی النَّجَاةِ قَائِدَاً، فَإِنِّي لَمْ آلُكَ نَصِيحَةً وَإِنَّكَ لَنْ تَبْلُغَ فِي النَّظَرِ لِنَفْسِكَ ـ وَإِنِ اجْتَهَدْتَ ـ مَبْلَغَ نَظَرِي لَكَ. وَاعْلَمْ يَا بُنَيَّ، أَنَّهُ لَوْ كَانَ لِرَبِّكَ شَرِيكٌ لاَََتَتْكَ رُسُلُهُ، وَلَرَأَيْتَ آثَارَ مُلْكِهِ وَسُلْطَانِهِ، وَلَعَرَفْتَ أَفْعَالَهُ وصِفَاتِهِ، وَلكِنَّهُ إِلهٌ وَاحدٌ كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ، لاَ يُضَادُّهُ فِي مُلْكِهِ أَحَدٌ، وَلاَ يَزُولُ أَبَداً وَلَمْ يَزَلْ، أَوَّلٌ قَبْلَ الاََْشْيَاءِ بِلاَ أَوَّلِيَّةٍ، وَآخِرٌ بَعْدَ الاََْشْيَاءِ بِلاَ نِهَايَةٍ، عَظُمَ عَنْأَنْ تَثْبُتَ رُبُوبِيَّتُهُ بَإحَاطَةِ قَلْبٍ أَوْبَصَرٍ.
فَإِذَا عَرَفْتَ ذلِكَ فَافْعَلْ كَمَا يَنْبَغِي لِمِثْلِكَ أَنْ يَفْعَلَهُ فِي صِغَرِ خَطَرِهِ وَقِلَّةِ مَقْدِرَتِهِ، وَكَثْرَةِ عَجْزِهِ،عَظِيمِ حَاجَتِهِ إِلَی رَبِّهِ، فِي طَلَبِ طَاعَتِهِ، وَالرَّهْبَةِ مِنْ عُقُوبَتِهِ، وَالشَّفَقَةِ مِنْ سُخْطِهِ، فَإِنَّهُ لَمْ يَأْمُرْكَ إِلاَّ بِحَسَنٍ، وَلَمْ يَنْهَكَ إِلاَّ عَنْ قَبِيحٍ.
يَا بُنَيَّ، إِنِّي قَدْ أَنْبَأْتُكَ عَنِالدُّنْيَا وَحَالِهَا، وَزَوَالِهَا وَانْتِقَالِهَا، وَأَنْبَأْتُكَ عَنِ الاَْخِرَةِ وَمَااُعِدَّ لاََِهْلِهَا فِيهَا،وَضَرَبْتُ لَكَفِيهِمَا الاََْمْثَالَ، لِتَعْتَبِرَ بِهَا، وَتَحْذُوَعَلَيْهَا.
إِنَّمَا مَثَلُ مَنْ خَبَرَ الدُّنْيَاكَمَثَلِ قَوْمٍ سَفْرٍ نَبَا بِهِمْ مَنْزِلٌجَدِيبٌ فأَمُّواتف مَنْزِلاً خَصِيباً وَجَنَاباًمَرِيعاً فَاحْتَمَلُوا وَعْثَاءَالطَّرِيقِ، وَفِرَاقَ الصَّدِيقِ، وَخُشُونَةَ السَّفَرِ، وَجُشُوبَةَالْمَطْعَمِ، لِيَأتُوا سَعَةَ دَارِهِمْ، وَمَنْزِلَ قَرَارِهِمْ، فَلَيْسَ يَجِدُونَ لِشَيْءٍ مِنْ ذلِكَ أَلَماً، وَلاَ يَرَوْنَ نَفَقَةً مَغْرَماً، وَلاَ شَيْءَ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِمَّا قَرَّبَهُمْ مِنْ مَنْزِلِهِمْ، وَأَدْنَاهُمْ مِنْ مَحَلِّهِمْ.
وَمَثَلُ مَنِ اغْتَرَّ بِهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ كَانُوا بِمَنْزِلٍ خَصِيبٍ، فَنَبا بِهِمْ إِلَی مَنْزِلٍ جَدِيبٍ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِمْ وَلاَ أَفْظَعَ عِنْدَهُمْ مِنْ مُفَارَقَةِ مَا كَانُوا فيِهِ، إِلَی مَا يَهْجُمُونَ عَلَيْهِ وَيَصِيرُونَ إِلَيْهِ.
يَا بُنَيَّ، اجْعَلْ نَفْسَكَ مِيزَاناً فِيَما بَيْنَكَ وَبَيْنَ غَيْرِكَ، فَأَحْبِبْ لِغَيْرِكَ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، وَاكْرَهْ لَهُ مَا تَكْرَهُ لَهَا، وَلاَ تَظْلِمْ كَمَا لاَ تُحِبُّ أَنْ تُظْلَمَ، وَأَحْسِنْ كَمَا تُحِبُّ أَنْ يُحْسَنَ إِلَيْكَ، وَاسْتَقْبِحْ مِنْ نَفْسِكَ مَا تَسْتَقْبِحُ مِنْ غَيْرِكَ، وَارْضَ مِنَ النَّاسِ بِمَا تَرْضَاهُ لَهُمْ مِنْ نَفْسِكَ، وَلاَ تَقُلْ مَا لاَ تَعْلَمُ وَإِنْ قَلَّ مَا تعْلَمُ، وَلاَ تَقُلْ مَا لاَ تُحِبُّ أَنْ يُقَالَ لَكَ.
وَاعْلَمْ، أَنَّ الاِِْعْجَابَضِدُّ الصَّوَابِ، وَآفَةُ الاََْلْبَابِ فَاسْعَ فِي كَدْحِكَ وَلاَ تَكُنْ خَازِناً لِغَيْرِكَ وَإِذَا أَنْتَ هُدِيتَ لِقَصْدِكَ فَكُنْ أَخْشَعَ مَا تَكُونُ لِرَبِّكَ.
وَاعْلَمْ، أَنَّ أَمَامَكَ طَرِيقاً ذَا مَسَافَةٍ بَعِيدَةٍ، وَمَشَقَّةٍ شَدِيدَةٍ، وَأَنَّهُ لاَ غِنَی بِكَ فِيهِ عَنْ حُسْنِ الاِِْرْتِيَادِ وَقَدْرِ بَلاَغِكَمِنَ الزَّادِ، مَعَ خِفَّةِ الظَّهْرِ، فَلاَ تَحْمِلَنَّ عَلَی ظَهْرِكَ فَوْقَ طَاقَتِكَ، فَيَكُونَ ثِقْلُ ذلِكَ وَبَالاً عَلَيْكَ، وَإِذَا وَجَدْتَ مِنْ أَهْلِ الْفَاقَةِمَنْ يَحْمِلُ لَكَ زَادَكَ إِلَی يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَيُوَافِيكَ بِهِ غَداً حَيْثُ تَحْتَاجُ إِلَيْهِ، فَاغْتَنِمْهُ وَحَمِّلْهُ إِيَّاهُ، وَأَكْثِرْ مِنْ تَزْوِيدِهِ وَأَنْتَ قَادِرٌ عَلَيْهِ، فَلَعَلَّكَ تَطْلُبُهُ فَلاَ تَجِدُهُ، وَاغْتَنِمْ مَنِ اسْتَقْرَضَكَ في حَالِ غِنَاكَ، لِيَجْعَلَ قَضَاءَهُ لَكَ في يَوْمِ عُسْرَتِكَ.
وَاعْلَمْ، أَنَّ أمَامَكَ عَقَبَةً كَؤوداً الْـمُخِفُّفِيهَا أَحْسَنُ حَالاً مِن الْمُثْقِلِك، وَالْمُبْطِیءُ عَلَيْهَا أَقْبَحُ حَالاً مِنَ الْمُسْرِعِ، وَأَنَّ مَهْبِطَهَابِكَ لاَمَحَالَةَ عَلَی جَنَّةٍ أَوْ عَلَی نَارٍ، فَارْتَدْلِنَفْسِكَ قَبْلَ نُزُولِكَ، وَوَطِّیءِ الْمنْزِلَ قَبْلَ حُلُولِكَ، فَلَيْسَ بَعْدَ الْمَوْتِ مُسْتَعْتَبٌ وَلاَ إِلَی الدُّنْيَا مُنْصَرَفٌ
وَاعْلَمْ، أَنَّ الَّذِي بِيَدِهِ خَزَائِنُ السَّموَاتِ وَالاََْرْضِ قَدْ أَذِنَ لَكَ فِي الدُّعَاءِ، وَتَكفَّلَ لَكَ بِالاِِْجَابَةِ،أَمَرَكَ أَنْ تَسْأَلَهُ لِيُعْطِيَكَ، وَتَسْتَرْحِمَهُ لِيَرْحَمَكَ، وَلَمْ يَجْعَلْ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ مَنْ يَحْجُبُكَ عَنْهُ، وَلَمْ يُلْجِئْكَ إِلَی مَنْ يَشْفَعُ لَكَ إِلَيْهِ، وَلَمْ يَمْنَعْكَ إِنْ أَسَأْتَ مِنَ التَّوْبَةِ، وَلَمْ يُعَاجِلْكَ بَالنِّقْمَةِ، [وَلَمْ يُعَيِّرْكَ بِالاِِْنَابَةِ، وَلَمْ يَفْضَحْكَ حَيْثُ الْفَضِيحَةُ [بِكَ أَوْلَی]، وَلَمْ يُشدِّدْ عَلَيْكَ فِي قَبُولِ الاِِْنَابَةِ، وَلَمْ يُنَاقِشْكَ بِالْجَرِيمَةِ، وَلَمْ يُؤْيِسْكَ مِنَ الرَّحْمَةِ، بَلْ جَعَلَ نُزُوعَكَعَنِ الذَّنْبِ حَسَنةً، وَحَسَبَ سَيِّئَتَكَ وَاحِدَةً، وَحَسَبَحَسَنَتَكَ عَشْراً، وَفَتحَ لَكَ بَابَ الْمَتَابِ، فَإِذَا نَادَيْتَهُ سَمِعَ نِدَاك، وَإِذَا نَاجَيْتَهُ عَلِمَ نَجْوَاكَ فَأَفْضَيْتَ إِلَيْهِ بِحَاجَتِكَ، وَأَبْثَثْتَهُذاتَ نَفْسِكَ وَشَكَوْتَ إِلَيْهِ هُمُومَك، وَاسْتَكْشَفْتَهُ كُرُوبَكَك، وَاسْتَعَنْتَهُ عَلَی أُمُورِكَ، وَسَأَلْتَهُ مِنْ خَزَائِنِ رَحْمَتِهِ مَا لاَ يَقْدِرُ عَلَی إِعْطَائِهِ غيْرُهُ، مِنْ زِيَادَةِ الاََْعْمَارِ، وَصِحَّةِ الاََْبْدَانِ، وَسَعَةِ الاََْرْزَاقِ.
ثُمَّ جَعَلَ فِي يَدَيْكَ مَفاتِيحَ خَزَائِنِهِ بِمَا أَذِنَ لَكَ فِيهِ مِنْ مَسْأَلتِهِ، فَمَتَی شِئْتَ اسْتَفْتَحْتَ بِالدُّعَاءِ أَبْوَابَ نِعَمِهِ، وَاسْتَمْطَرْتَ شآبِيبَرَحْمَتِهِ، فَلاَ يُقَنِّطَنَّكَجك إِبْطَاءُ إِجَابَتِهِ، فَإِنَّ الْعَطِيَّةَ عَلَی قَدْرِ النِّيَّةِ، وَرُبَّمَا أُخِّرَتْ عَنْكَ الاِِْجَابَةُ، لِيَكُونَ ذلِكَ أَعْظمَ لاََِجْرِ السَّائِلِ، وَأَجْزَلَ لِعَطَاءِ الاَْمِلِ، وَرُبَّمَا سَأَلْتَ الشَّيْءَ فَلاَ تُؤْتاهُ، وَأُوتِيتَ خَيْراً مِنْهُ عَاجلاً أَوْ آجِلاً، أ َوْ صُرِفَ عَنْكَ لِمَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ، فَلَرُبَّ أَمْرٍ قَدْ طَلَبْتَهُ فِيهِ هَلاَكُ دِينِكَ لَوْ أُوتِيتَهُ، فَلْتَكُنْ مَسَأَلَتُكَ فِيَما يَبْقَی لَكَ جَمَالُهُ، وَيُنْفَی عَنْكَ وَبَالُهُ، فَالْمَالُ لاَ يَبْقَی لَكَ وَلاَ تَبْقَی لَهُ.
وَاعْلَمْ أَنَّكَ إِنَّمَا خُلِقْتَ لِلاَْخِرَةِ لاَ لِلدُّنْيَا، وَلِلْفَنَاءِ لاَ لِلْبَقَاءِ، وَلِلْمَوْت لاَ لِلْحَيَاةِ، وَأَنَّكَ فِي مَنْزِلِ قُلْعَةٍ وَدَارِ بُلْغَةٍ وَطرِيقٍ إِلَی الاَْخِرَةِ، وَأَنَّكَ طَريدُ الْمَوْتِ الَّذِي لاَ يَنْجُو مِنْهُ هَارِبُهُ، وَلاَ بُدَّ أَنَّهُ مُدْرِكُهُ، فَكُنْ مِنْهُ عَلَی حَذرِ أَنْ يُدْرِكَكَ وَأَنْتَ عَلَی حَالٍ سَيِّئَةٍ، قَدْ كُنْتَ تُحَدِّثُ نفْسَكَ مِنْهَا بِالتَّوْبَةِ، فَيَحُولَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ ذلِكَ، فَإِذَا أَنْتَ قَدْ أَهْلَكتَ نَفْسَكَ. [ذكر الموت]
يَا بُنَيَّ، أَكْثِرْ مِنْ ذِكْرِ الْمَوْتِ، وَذِكْرِ مَا تَهْجُمُ عَلَيْهِ، وَتُفْضِي بَعْدَ الْمَوْتِ إِلَيْهِ، حَتَّی يَأْتِيَكَ وَقَدْ أَخَذْتَ مِنْهُ حِذْرَكَ وَشَدَدْتَ لَهُ أَزْرَكَ وَلاَ يَأْتِيَكَ بَغْتَةً فَيَبْهَرَكَ وَإِيَّاكَ أَنْ تَغْتَرَّ بِمَا تَرَی مِنْ إِخْلاَدِ أَهْلِ الدُّنْيَاإِلَيْهَا، وَتَكَالُبِهِمْعَلَيْهَا، فَقَدْ نَبَّأَكَ اللهُ عَنْهَا، وَنَعَتْلَكَ نَفْسَهَا، وَتَكَشَّفَتْ لَكَ عَنْ مَسَاوِيهَا،
فَإِنَّمَا أَهْلُهَا كِلاَبٌ عَاوِيَةٌ، وَسِبَاعٌ ضَارِيَةٌ يَهِرُّبَعْضُهَا بَعْضاً،يَأْكُلُ عَزِيزُهَا ذَلِيلَهَا، وَيَقْهَرُ كَبِيرُهَا صَغِيرَهَا، نَعَمٌمُعَقَّلَةٌ وَأُخْرَی مُهْمَلَةٌ، قَدْ أَضَلَّتْ عُقُولَهَا،رَكِبَتْ مَجْهُولَهَا سُرُوحُعَاهَةٍبِوَادٍ وَعْثٍ لَيْسَ لَهَا رَاعٍ يُقيِمُهَا، وَلاَ مُسِيمٌيُسِيمُهَا، سَلَكَتْ بِهِِمُ الدُّنْيَا طَرِيقَ الْعَمَی، وَأخَذَتْ بِأَبْصَارِهِمْ عَنْ مَنَارِ الْهُدَی، فَتاهُوا فِي حَيْرَتِهَا، وَغَرِقُوا فِي نِعْمَتِهَا، وَاتَّخَذُواهَا رَبّاً، فَلَعِبَتْ بِهِمْ وَلَعِبُوا بِهَا، وَنَسُوا مَا وَرَاءَهَا. [الترفق في الطلب] َيْداً يُسْفِرُالظَّلاَمُ، كَأَنْ قَدْ وَرَدَتِ الاََْظْعَانُ يُوشِكُ مَنْ أَسْرَعَ أَنْ يَلْحَقَ!
وَاعْلَمْ، أَنَّ مَنْ كَانَتْ مَطِيَّتُهُ اللَّيْلَ والنَّهَارَ، فَإِنَّهُ يُسَارُ بِهِ وَإِنْ كَانَ وَاقِفاً، وَيَقْطَعُ الْمَسَافَةَ وَإِنْ كَانَ مُقِيماً وَادِعاً
وَاعْلَمْ يَقِيناً، أَنَّكَ لَنْ تَبْلُغَ أَمَلَكَ، وَلَنْ تَعْدُوَ أَجَلَكَ، وَأَنَّكَ فِي سَبِيلِ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ، فَخَفِّضْفِي الطَّلَبِ، وَأَجْمِلْفِي الْمُكْتَسَبِ، فَإِنَّهُ رُبَّ طَلَبٍ قَدْ جَرَّ إِلَی حَرَبٍ فَلَيْسَ كُلُّ طَالِبٍ بِمَرْزُوقٍ، وَلاَكُلُّ مُجْمِلٍ بِمَحْروُمٍ،
وَأَكْرِمْ نَفْسَكَ عَنْ كُلِّ دَنِيَّةٍوَإِنْ سَاقَتْكَ إِلَی الرَّغَائِبِ فَإِنَّكَ لَنْ تَعْتَاضَ بِمَا تَبْذُلُ مِنْ نَفْسِكَ عِوَضاً وَلاَ تَكُنْ عَبْدَ غَيْرِكَ وَقَدْ جَعَلَكَ اللهُ حُرّاً. وَمَا خَيْرُ خَيْرٍ لاَ يُنَالُ إِلاَّ بِشَرٍّ، ويُسْرٍلاَ يُنَالُ إِلاَّ بِعُسْرٍ!
وَإِيَّاكَ أَنْ تُوجِفَبِكَ مَطَايَاالطَّمَعِ، فَتُورِدَكَ مَنَاهِلَالْهَلَكَةِ وَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَلاَّ يَكُونَ بَيْنَكَبَيْنَ اللهِ ذُونِعْمَةٍ فَافْعَلْ، فإِنَّكَ مُدْرِكٌ قِسْمَكَ، وَآخِذٌ سَهْمَكَ، وَإِنَّ الْيَسِيرَ مِنَ اللهِ سُبْحَانَهُ أَكْرَمُأَعْظَمُ مِنَ الْكَثِيرِ مِنْ خَلْقِهِ وَإِنْ كَانَ كُلٌّ مِنْهُ. [وصايا شتّی]
وَتَلاَفِيكَخن مَا فَرَطَمِنْ صَمْتِكَ أَيْسَرُ مِنْ إِدْرَاكِكَ مَا فَاتَمِنْ مَنْطِقِكَ، وَحِفْظُ مَا فِي الْوِعَاءِ بِشَدِّ الْوِكَاءِ وَحِفْظُ مَا فِي يَدَيْكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ طَلَبِ مَا فِي يَدَيْ غَيْرِكَ، وَمَرَارَةُ الْيَأْسِ خَيْرٌ مِنَ الطَّلَبِ إِلَی النَّاسِ، وَالْحِرْفَةُ مَعَ الْعِفَّةِ خَيْرٌ مِنَ الْغِنَی مَعَ الْفُجُورِ، وَالْمَرْءُ أَحْفَظُ لِسِرِّهِ وَرُبَّ سَاعِ فِيَما يَضُرُّهُ!
مَنْ أَكْثَرَ أَهْجَرَ وَمَنْ تَفَكَّرَ أَبْصَرَ، قَارِنْ أهْلَ الْخَيْرِ تَكُنْ مِنْهُمْ، وَبَايِنْ أَهْلَ الشَّرِّ تَبِنْ عَنْهُمْ، بِئْسَ الطَّعَامُ الْحَرَامُ! وَظُلْمُ الضَّعِيفِ أَفْحَشُ الظُّلْمِ، إِذَا كَانَ الرِّفْقُ خُرْقاًكَانَ الْخُرْقُ رِفْقاً، رُبَّمَا كَانَ الدَّوَاءُ دَاءً، وَالدَّاءُ دَوَاءً، وَرُبَّمَا نَصَحَ غَيْرُ النَّاصِحِ، وَغَشَّ الْمُسْتَنْصَحُ وَإِيَّاكَ وَالاِتِّكَالَ عَلَی الْمُنَی فَإِنَّهَا بَضَائِعُ النَّوْكَی وَالْعَقْلُ حِفْظُ التَّجَارِبِ، وَخَيْرُ مَا جَرَّبْتَ مَا وَعَظَكَ،
بَادِرِ الْفُرْصَةَ قَبْلَ أَنْ تَكُونَ غُصَّةً، لَيْسَ كُلُّ طَالِبٍ يُصِيبُ، وَلاَ كُلُّ غَائِبٍ يَؤُوبُ، وَمِنَ الْفَسَادِ إِضَاعَةُ الزَّادِ، وَمَفْسَدَةُ الْمَعَادِ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ عَاقِبَةٌ، سَوْفَ يَأْتيِكَ مَا قُدِّرَ لَكَ، التَّاجِرُ مُخَاطِرٌ، وَرُبَّ يَسِيرٍ أَنْمَی مِنْ كَثِيرٍ! لاَ خَيْرَ فِي مُعِينٍ مَهِينٍ وَلاَ فِي صَدِيقٍ ظَنِينٍ سَاهِلِ الدَّهْرَمَا ذَلَّ لَكَ قَعُودُهُ وَلاَ تُخَاطِرْ بِشَيءٍ رَجَاءَ أَكْثَرَ مِنْهُ، وَإِيَّاك أَنْ تَجْمَحَ بِكَ مَطِيَّةُ اللَّجَاجِ احْمِلْ نَفْسَكَ مِنْ أَخِيكَ عِنْدَ صَرْمِهِعَلَی الصِّلَةِ وَعِنْدَ صُدُودِهِآنعَلَی اللَّطَفِوَالْمُقَارَبَةِ، وَعِنْدَ جُمُودِهِعَلَی الْبَذْلِ وَعِنْدَ تَبَاعُدِهِ عَلَی الدُّنُوِّ، وَعِنْدَ شِدَّتِهِ عَلَی اللِّينِ، وَعِنْدَ جُرْمِهِ عَلَی الْعُذْرِ، حَتَّی كَأَنَّكَ لَهُ عَبْدٌ، وَكَأَنَّهُ ذُونِعْمَةٍ عَلَيْكَ. وَإِيَّاكَ أَنْ تَضَعَ ذلِكَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ، أَوْ أَنْ تَفْعَلَهُ بِغَيْرِ أَهْلِهِ،
لاَ تَتَّخِذَنَّ عَدُوَّ صَدِيقِكَ صَدِيقاً فَتُعَادِيَ صَدِيقَكَ، وَامْحَضْ أَخَاكَ النَّصِيحَةَ، حَسَنةً كَانَتْ أَمْ قَبِيحَةً، وَتَجَرَّعِ الْغَيْظَ فَإِنِّي لَمْ أَرَ جُرْعَةً أَحْلَی مِنْهَا عَاقِبَةً، وَلاَ أَلَذَّ مَغَبَّةً وَلِنْلِمَنْ غَالَظَكَ فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَلِينَ لَكَ، وَخُذْ عَلَی عَدُوِّكَ بِالْفَضْلِ فإِنَّهُ أَحْلَی الظَّفَرَيْنِ، وَإِنْ أَرَدْتَ قَطِيعَةَ أَخِيكَ فَاسْتَبْقِ لَهُ مِنْ نَفْسِكَ بَقِيَّةً يَرْجِعُ إِلَيْهَا إِنْ بَدَا لَهُ ذلِكَ يَوْماً مَا، وَمَنْ ظَنَّ بِكَ خَيْراً فَصَدِّقْ ظَّنهُ، وَلاَ تُضِيعَنَّ حَقَّ أَخِيكَ اتِّكَالاً عَلَی مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكَ بِأَخٍ مَنْ أَضَعْتَ حَقَّه،
وَلاَ يكُنْ أَهْلُكَ أَشْقَی الْخَلْقِ بِكَ وَلاَ تَرْغَبَنَّ فِيمَنْ زَهِدَ فِيكَ، وَلاَ يَكُونَنَّ أَخُوكَ أَقْوَی عَلَی قَطِيعَتِكَ مِنْكَ عَلَی صِلَتِهِ، وَلاَ تكُونَنَّ عَلَی الاِِْسَاءَةِ أَقْوَی مِنْكَ عَلَی الاِِْحْسَانِ، وَلاَ يَكْبُرَنَّ عَلَيْكَ ظُلْمُ مَنْ ظَلَمَكَ، فَإِنَّهُ يَسْعَی فِي مَضَرَّتِهِ وَنَفْعِكَ، وَلَيْسَ جَزَاءُ مَنْ سَرَّكَ أَنْ تَسُوءَهُ.
وَاعْلَمْ يَا بُنَيَّ، أَنَّ الرِّزْقَ رِزْقَانِ: رِزْقٌ تَطْلُبُهُ، وَرِزْقٌ يَطْلُبُكَ، فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَأْتِهِ أَتَاكَ، مَا أَقْبَحَ الْخُضُوعَ عِنْدَ الْحَاجَةِ، وَالْجَفَاءَ عِنْدَ الْغِنَی! إِنَّمَا لَكَ مِنْ دُنْيَاكَ، مَا أَصْلَحْتَ بِهِ مَثْوَاكَ وَإِنْ جَزِعْتَ عَلَی مَا تَفَلَّتَمِنْ يَدَيْكَ، فَاجْزَعْ عَلَی كُلِّ مَا لَمْ يَصِلْ إِلَيْكَ.
اسْتَدِلَّ عَلَی مَا لَمْ يَكُنْ بِمَا قَدْ كَانَ، فَإِنَّ الاَُْمُورَ أَشْبَاهٌ، وَلاَ تَكُونَنَّ مِمَّنْ لاَ تَنْفَعُهُ الْعِظَةُ إِلاَّ إِذَا بَالَغْتَ فِي إِيلاَمِهِ، فَإِنَّ الْعَاقِلَ يَتَّعِظُ بِالاََْدَبِ، وَالْبَهَائِمَ لاَ تَتَّعِظُ إِلاَّ بِالضَّرْبِ. اطْرَحْ عَنْكَ وَارِدَاتِ الْهُمُومِ بِعَزَائِمِ الصَّبْرِ وَحُسْنِ الْيَقِينِ، مَنْ تَرَكَ الْقَصْدَخة جَارَ
وَالصَّاحِبُ مُنَاسِبٌ وَالصَّدِيقُ مَنْ صَدَقَ غَيْبُهُ وَالْهَوَی شَرِيكُ الْعَمَی، رُبَّ بَعِيدٍ أَقْرَبُ مِنْ قَرِيبٍ، وَقَرِيبٍ أَبْعَدُ مِنْ بَعِيدٍ، وَالْغَرِيبُ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَبِيبٌ، مَنْ تَعَدَّی الْحَقَّ ضَاقَ مَذْهَبُهُ، وَمَنِ اقْتَصَرَ عَلَی قَدْرِهِ كَانَ أَبْقَی لَهُ، وَأوْثَقُ سَبَبٍ أَخَذْتَ بِهِ سَبَبٌ بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللهِ سُبْحَانَهُ، وَمَنْ لَمْ يُبَالِكَفَهُوَ عَدُوُّكَ، قَدْ يَكُونُ الْيَأْسُ إِدْرَاكاً، إِذَا كَانَ الطَّمَعُ هَلاَكاً، لَيْسَ كُلُّ عَوْرَةٍ تَظْهَرُ، وَلاَ كُلُّ فُرْصَةٍ تُصَابُ، وَرُبَّمَا أَخْطَأَ الْبَصِيرُ قَصْدَهُ،أَصَابَ الاََْعْمَی رُشْدَهُ.
أَخِّرِ الشَّرَّ، فَإِنَّكَ إِذَا شِئْتَ تَعَجَّلْتَهُ وَقَطِيعَةُ الْجَاهِلِ تَعْدِلُ صِلَةَ الْعَاقِلِ، مَنْ أَمِنَ الزَّمَانَ خَانَهُ، وَمَنْ أَعْظَمَهُأَهَانَهُ، لَيْسَ كُلُّ مَنْ رَمَی أَصَابَ، إِذَا تَغَيَّرَ السُّلْطَانُ تَغَيَّرَ الزَّمَانُ. سَلْ عَنِ الرَّفِيقِ قَبْلَ الطَّرِيقِ، وَعَنِ الْجَارِ قَبْلَ الدَّارِ.
إِيَّاكَ أَنْ تَذْكُرَ مِنَ الْكَلاَمِ مَا يَكُونُ مُضْحِكاً، وَإِنْ حَكَيْتَ ذلِكَ عَنْغَيْرِكَ. [الرأي في المرأة] وَإِيَّاكَ وَمُشَاوَرَةَ النِّسَاءِ، فَإِنَّ رَأَيَهُنَّ إِلَی أَفْنٍ وَعَزْمَهُنَّ إِلَی وَهْنٍ وَاكْفُفْ عَلَيْهِنَّ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ بِحِجَابِكَ إِيَّاهُنَّ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحِجَابِ أَبْقَی عَلَيْهِنَّ، وَلَيْسَ خُرُوجُهُنَّ بِأَشَدَّ مَنْ إِدْخَالِكَ مَنْ لاَيُوثَقُ بِهِ عَلَيْهِنَّ، وَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَلاَّ يَعْرِفْنَ غَيْرَكَ فَافْعَلْ. وَلاَ تُمَلِّكِ الْمَرْأَةَ مِنْ أَمْرِهَا مَا جَاوَزَ نَفْسَهَا، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ رَيْحَانَةٌ، وَلَيْسَتْ بِقَهْرَمَانَةٍ وَلاَ تَعْدُولا بِكَرَامَتِهَا نَفْسَهَا، وَلاَ تُطْمِعْهَا أَنْ تَشْفَعَ لِغَيْرِهَا. وَإِيَّاكَ وَالتَّغايُرَفِي غَيْرِ مَوْضِعِ غَيْرَةٍ، فَإِنَّ ذلِكَ يَدْعُوالصَّحِيحَةَ إِلَی السَّقَمِ، وَالْبَرِيئَةَ إِلَی الرِّيَبِ.
وَاجْعَلْ لِكُلِّ إِنْسَانٍ مِنْ خَدَمِكَ عَمَلاً تَأْخُذُهُ بِهِ، فَإِنَّهُ أَحْرَی أَلاَّ يَتَوَاكَلُوافِي خِدْمَتِكَ. وَأَكْرِمْ عَشِيرَتَكَ، فَإِنَّهُمْ جَنَاحُكَ الَّذِي بِهِ تَطِيرُ، وَأَصْلُكَ الَّذِي إِلَيْهِ تَصِيرُ، وَيَدُكَ الَّتي بِهَا تَصُولُ. [دعاء]
أسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ وَدُنْيَاكَ، وَأسْأَلُهُ خَيْرَ الْقَضَاءِ لَكَ فِي الْعَاجِلَةِ وَالاَْجِلَةِ، وَالدُّنْيَا وَالاَْخِرَةِ، إنْ شَاءَاللهُ

ترجمه

از وصايای امام عليه السلام به امام حسن مجتبی [1] و [2]

اين نامه را امام از سرزمين‏«حاضرين‏»هنگام باز گشت از«صفين‏»به اونوشته است.
(اين نامه ‏ای است)از پدری فانی،معترف به سختگيری زمان،كه‏ آفتاب عمرش رو به غروب است،و خواه ناخواه تسليم گذشت دنياست،هم او كه ‏در منزلگاه پيشينيان سكنی گرفته،و فردا از آن كوچ خواهد كرد.
به فرزندی آرزومند،آرزومند چيزی كه هرگز بدست نمی ‏آيد،و درراهی گام می‏ نهد كه ديگران در آن گام نهادند و هلاك شدند!
به كسی كه هدف بيماريها است،گروگان روزگار،در تير رس مصائب،بنده دنيا،بازرگان غرور، بدهكار و اسير مرگ،هم پيمان اندوهها، قرين غمها، آماج آفات و بلاها، مغلوب شهوات، و جانشين مردگان.
اما بعد! آگاهی من از پشت كردن دنيا و چيرگی روزگار،و روی‏ آوردن آخرت به سويم،مرا از ياد غير خودم باز داشته،و تمام اهتمامم رابسوی آخرت جلب كرده است،و از آنجا كه به خويشتن مشغولم از غير خود م‏روی برتافته ‏ام.اين وضع،هوا و هوسم را كنار زده،و نظر خالص و نهائی ‏را برای من آشكار ساخته،لذا مرا به مرحله ‏ای رسانده كه سراسر جدی‏ است و شوخی در آن راه ندارد،و براستی و صداقتی كشانده كه در آن دروغ ‏نيست.و چون تو را جزئی از خود،بلكه همه خودم يافتم،،آن چنانكه ‏اگر ناراحتی بتو رسد به من رسيده،و اگر مرگ دامنت را بگيرد گويا دامن ‏مرا گرفته،باين جهت اهتمام كار تو را اهتمام كار خود يافتم لذا اين نامه را برای تو نوشتم تا تكيه‏ گاه تو باشد،خواه من زنده باشم ‏يا نباشم.پسرم!تو را به تقوا و التزام به فرمان خدا،آباد كردن قلب و روح ‏با ذكر او،و چنگ زدن به ريسمان الهی توصيه می‏كنم،و چه وسيله ‏ای می‏تواند مطمئن تر از رابطه‏ ای كه بين تو و خدا است-اگر به آن چنگ زنی-باشد؟!
قلبت را با موعظه و اندرز زنده كن،(و هوای نفست را)با زهد و بی‏ اعتنائی بميران، دل را با يقين نيرومند ساز!و با حكمت و دانش نورانی نما،و با ياد مرگ رام كن و آن را به اقرار به فناء دنيا وادار،و با نشان دادن فجايع‏ دنيا او را بصير گردان!،و از حملات روزگار و زشتيهای گردش شب و روزبر حذرش دار!اخبار گذشتگان را بر او عرضه نما!و آنچه را كه به ‏پيشينيان رسيده است‏ ياد آوريش كن،در ديار و آثار مخروبه آنها گردش ‏نما و درست‏ بنگر آنها چه كرده ‏اند،ببين از كجا منتقل شده ‏اند و در كجا فرودآمده ‏اند،خواهی ديد از ميان دوستان منتقل شده و به ديار غربت‏ بار انداخته ‏اند گويا طولی نكشد كه تو هم يكی از آنها خواهی بود.(بنابر اين) منزلگاه ‏آينده خود را اصلاح كن،آخرتت را به دنيايت مفروش،و در مورد آنچه ‏نمی‏دانی سخن مگو،در آنچه موظف نيستی كسی را مخاطب نساز و در راهی‏ كه ترس گمراهی در آن داری قدم مگذار!چه اينكه خود داری به هنگام ‏بيم از گمراهی،بهتر از آن است كه انسان خود را در مسيرهای خطرناك بيفكند.
امر به معروف كن تا خود اهل معروف باشی،با دست و زبانت منكرات‏ را انكار نما،و از كسی كه عمل بد انجام می‏دهد به سختی دوری گزين و درراه خدا تا سر حد توان تلاش كن،و هرگز سرزنش سرزنش‏گران تو را ازتلاش در راه خدا باز ندارد. در دريای شدائد و مشكلات در راه حق هر جا كه باشد فرو رو،در دين تفقه ‏كن!خويشتن را بر استقامت در برابر مشكلات عادت ده كه شكيبائی در راه حق‏از اخلاق نيك به شمار می‏رود،در تمام كارها خويشتن را بخدا بسپار كه خود رابه پناهگاهی مطمئن و نيرومند سپرده ‏ای.بهنگام دعا با اخلاص پروردگارت‏را بخوان!كه بخشش و حرمان بدست او است و همواره از خدا بخواه كه ‏آنچه خير و نيك ست‏ برايت پيش آورد،در وصيتم دقت كن و آن را سرسری مگيرچه اينكه بهترين گفته آنست كه سودمند باشد.
آگاه باش!دانشی كه نفع نبخشد در آن خيری نيست،و دانشی كه‏ سزاوار فراگرفتن نيست‏ سود نمی ‏بخشد.
پسرم!هنگامی كه يافتم به سن پيری رسيده ‏ام، و ديدم قوايم بسستی‏ می‏گرايد،باين وصيت مبادرت ورزيدم.و فرازهائی از آن را بتو گفتم،مبادا اجلم فرا رسد در حالی كه آنچه را در درون داشته ام بيان نكرده باشم، و پيش‏ از آنكه در رايم نقصانی ايجاد شود همچنانكه در جسمم بوجود آمده يا پيش ‏از آنكه هوا و هوس و فتنه‏ های دنيا بر تو هجوم آورد و همچون مركبی سركش‏ گردی اين سخنان را با تو بگويم،چرا كه قلب جوان همچون زمين خالی است‏ هر بذری در آن پاشيده شود می‏پذيرد بنابر اين من در تعليم و ادب تو پيش ازآنكه قلبت‏ سخت ‏شود و عقل و فكرت بامور ديگر مشغول گردد مبادرت ورزيدم ‏تا با تصميم جدی به استقبال اموری بشتابی كه انديشمندان و اهل تجربه،زحمت‏ آزمون آنرا كشيده‏ اند و تو را از تلاش بيشتر بی ‏نياز ساخته ‏اند، بنابر اين آنچه ‏از تجربيات آنها نصيب ما شده نصيب تو هم خواهد بود بلكه شايد پاره ‏ای ازآنچه بر ما مخفی مانده(باز گشت زمان)بر تو روشن گردد.
پسرم!درست است كه من باندازه همه كسانيكه پيش از من می‏زيسته‏ اند عمر نكرده‏ ام،اما در كردار آنها نظر افكندام و در اخبارشان تفكر نمودم و در آثار آنها بسير و سياحت پرداختم تا بدانجاكه همانند يكی از آنها شدم،بلكه گويا در اثر آنچه از تاريخ آنان بمن رسيده ‏با همه آنها از اول تا آخر بوده ‏ام.من قسمت زلال و مصفای زندگی آنان را ازبخش كدر و تاريك باز شناختم و سود و زيانش را دانستم از ميان تمام آنها قسمتهای مهم و برگزيده را برايت‏ خلاصه كردم و از بين همه آنها زيبايش را برايت ‏انتخاب نمودم و مجهولات آنرا از تو دور داشتم.لذا همانگونه كه يك پدرمهربان بهترين نيكی‏ ها را برای فرزندش می‏خواهد من نيز صلاح ديدم كه ترا بدين‏ صورت تربيت كنم.و همت‏ خود را بر آن گماشتم،زيرا عمر تو رو به پيش است‏ و روزگارت رو بجلو،دارای نيتی سالم و روحی با صفا.(چنين ديدم)كه در آغازكتاب خدا را همراه تفسيرش و قوانين اسلام و احكامش و حلال و حرام آنرا بتوتعليم دهم.و اين همه توجه را بتو كردم، آنگاه از اين ترسيدم كه آنچه بر مردم دراثر پيروی هوا و هوس و عقايد باطل مشتبه شده و در آن اختلاف نموده ‏اند بر تونيز مشتبه گردد،بهمين دليل روشن ساختن اين قسمت هر چند چندان خوشايند تو نباشد پيش من محبوبتر از آن است كه تو را تسليم امری سازم كه از هلاكتت‏ ايمن نباشم و اميدوارم خداوند تو را در طريق رشد و صلاحت توفيق دهد،و به مقصودت رهبری كند،اينك اين وصيتم را برای تو می‏فرستم:
پسرم!بدان محبوب‏ترين چيزی كه از ميان گفته‏ هايم در اين وصيت نامه‏ بآن تمسك ميجوئی، تقوا و پرهيزكاری است،اكتفا بآنچه خداوند بر تو فرض و واجب‏ شمرده است، و نيز حركت در راهی است كه پدرانت در گذشته از آن راه رفته‏ اندو صالحان خاندانت آنطريق را پيموده ‏اند، زيرا همانگونه كه تو درباره خويش‏ نظر می‏كنی آنها نيز نظر افكندند،و همانگونه كه تو برای صلاح خويش می‏انديشی ‏آنها نيز می‏انديشيدند آنها پس از فكر و دقت‏ باينجا رسيدند كه آنچه را بخوبی شناخته ‏اند بگيرند و آنچه را كه مكلف نيستند رها سازند و اگر روحت از قبول اين ابادارد كه تا همانند آنها آگاهی نيابی اقدام نكنی می‏بايست از راه صحيح،اين راه‏ را بپوئی،نه اينكه خود را بشبهات بيفكنی و يا بدشمنيها تمسك جوئی.اماپيش از آنكه در طريق آگاهی در اين باره گام نهی از خداوندت استعانت‏ بجوی ‏و در توفيقت در اين راه رغبت و ميل نشانده!و هر گونه عاملی را كه موجب خلل‏ در افكارت می‏شود يا تو را در شبهه می ‏افكند،يا تو را تسليم گمراهی می‏سازد،رهاساز پس آنگاه كه يقين كردی قلبت صفا يافته و در برابر حق خاضع شده، و نظرت‏ تكامل يافته،و اراده ‏ات تمركز يافته در آنچه برايت تفسير می‏كنم نظر افكن!
و اگر آنچه را در اين زمينه دوست می ‏داری برايت فراهم نشد،و فراغت‏ خاطر،حاصل نكردی بدانكه در طريقی كه ايمن از سقوط نيستی گام بر می‏داری و در دل‏ تاريكيها قدم می‏زنی،چرا كه آن كسی كه در اشتباه يا در حال تحير و ترديد است‏ طالب دين نيست،و در چنين موقعی امساك و خودداری از چنين راههائی بهتر است.
پسرم!در فهم وصيتم دقت نما!بدان مالك مرگ همومالك حيات است،و آفريننده همان كسی است كه می‏ميراند و فانی‏ كننده همواست كه،جهان هستی را ازنو نظام ميبخشد.همان كسی كه بيماری ميدهد شفا نيز عطا می‏كند.و بدانكه دنيا پا برجا نمی‏ماند مگر بهمان‏گونه كه خداوند آنرا قرار داده است گاه نعمت و گاه ‏ابتلاء،و پاداش در رستاخيز،يا آنچه كه او بخواهد و تو نميدانی.
اگر درباره جهان و حوادثش مشكل و بغرنجی برای تو پيش آمد آن را برنادانی خود حمل كن زيرا تو در نخست جاهل و نادان آفريده شدی و سپس عالم ‏و آگاه گرديدی،و چه بسيار است آنچه را كه نميدانی،و فكرت در آن سرگردان‏ و چشمت در آن گمراه می‏گردد اما پس از مدتی آن را می ‏بينی! بنابر اين به آن كس كه تو را آفريده،و روزيت داده و آنچه لازمه‏ خلقتت بوده بتو بخشيده پناه ببر!و پرستش تو ويژه او باشد،ميل و رغبتت‏ بسوی‏ او،و تنها از او بترس.
پسرم!بدان هيچكس از خدا همچون پيامبر اسلام خبر نياورده است.
بنابر اين رهبری او را بپذير!و در طريق نجات و رستگاری،او را قائد خويش ‏انتخاب كن!من از هيچ اندرزی درباره ‏ات كوتاهی نكرده ‏ام،و تو هر قدرهم كوشش كنی و صلاح خويش را در نظر بگيری مصالح خود را آن اندازه‏ كه من درباره تو تشخيص داده ‏ام تشخيص نخواهی داد!
پسرم!بدان اگر پروردگارت شريكی داشت رسولان او نيز بسوی تومی‏ آمدند،آثار ملك و قدرتش را می‏ ديدی،و افعال و صفاتش را می‏شناختی،اما او خداوندی است‏ يكتا،همانگونه كه خويش را توصيف كرده است.
هيچكس در ملك و مملكتش قادر به ضديت‏ با او نيست،هرگز ازبين نخواهد رفت.و همواره بوده است،او سر سلسله‏ ی هستی است‏ بدون ‏اينكه آغازی داشته باشد،و آخرين آنها است‏ بدون اينكه پايانی برايش‏ تصور شود، بزرگ مرتبه تر از آن است كه ربوبيتش در احاطه فكر قرارگيرد. حال كه اين حقيقت را شناختی در عمل بكوش!آنچنانكه سزاوار مانند توئی در كوچكی قدر منزلت و كمی قدرت و فزونی عجز و نياز شديد به پروردگار است‏ در راه طاعتش كوشش نما!، از عقوبتش ترسان باش!و از خشمش ‏بيمناك!چرا كه او تو را جز به نيكی امر نكرده،و جز از قبيح و زشتی بازنداشته است،
فرزندم!من تو را از دنيا و حالات آن و زوال و دگرگونيش آگاه ساختم،و از آخرت و آنچه برای اهلش در آن مهيا شده مطلع گردانيدم،و درباره‏ هر دو برايت مثلها زدم،تا به وسيله آنها عبرت گيری،و در راه صحيح آن گام نهی!
كسانيكه دنيا را خوب آزموده ‏اند،همانند مسافرانی هستند كه در سرمنزلی بی آب و آبادی و پر مشقت كه قابل ماندن نيست قرار گرفته،وقصد كوچ بسوی منزلی پر نعمت و به ناحيه ‏ای كه در آن آسايش و راحتی است ‏نموده ‏اند(اينها برای رسيدن به آن منزل)مشقتهای راه را متحمل شده ‏اند،فراق‏ دوستان را پذيرفته،سختی مسافرت و غذاهای ناگوار را با جان و دل قبول‏ نموده‏ اند،تا بخانه وسيع خويش و سر منزل قرار و آرامش خود گام نهند.ازهيچكدام از اين ناراحتيها و مشكلات در اين راه احساس درد و رنجی نمی‏كنند،هزينه‏ های مصرف شده را غرامت نمی ‏انگارند،و هيچ چيز برايشان محبوبتراز آن نيست كه آنان را به منزلشان نزديك و به محل آرامششان برساند.
اما كسانی كه به دنيا مغرور شده ‏اند،همانند مسافرانی هستند كه درمنزلی پر نعمت قرار داشته،سپس به آنها اعلام می‏شود كه بايد بسوی منزلی‏ خشك و خالی از نعمت‏ حركت كنند، نزد آنان هيچ چيز ناخوش آيندتر و ناراحت‏ كننده ‏تر از مفارقت آنچه در آن بوده‏ اند و ركت‏ بسوی ناراحتيهائی كه بايدتحمل كنند و در آن قرار گيرند،نيست!
پسرم!خويشتن را معيار و مقياس قضاوت بين خود و ديگران بگير!پس ‏آنچه را كه برای خود دوست می‏داری برای ديگران دوست دار،وآنچه را كه برای خود نمی‏پسندی بر ديگران نيز مپسند ستم مكن!همانگونه‏ كه دوست نداری بتو ستم شود.نيكی كن،همانطور كه دوست داری نسبت‏ بتو نيكی كنند،برای خويشتن چيزی را زشت‏ بدان كه همان را برای ديگری‏ قبيح می ‏شماری،بهمان چيز برای مردم راضی باش كه برای خود می ‏پسندی‏ آنچه نمی‏دانی مگو، اگر چه آنچه می‏دانی بسيار اندك است!و آنچه را كه‏ دوست نداری به تو بگويند به ديگران نيز مگو.
بدان كه عجب و غرور،ضد صواب و راستی و آفت عقل است.نهايت‏ كوشش و تلاش را در زندگی داشته باش!(و از آنچه به دست آورده ‏ای انفاق كن)و برای‏ ديگران اندوخته مكن!،و آن گاه كه در راه راست هدايت يافتی،در برابرپروردگارت سخت‏ خاضع و خاشع باش.
بدان!راهی بس طولانی و پر مشقت در پيش داری و نيز بدان در اين راه ‏از كوشش صحيح، تلاش فراوان،و اندازه‏ گيری توشه و راحله به مقدار كافی ‏بی ‏نياز نخواهی بود،و با توجه به اينكه بايد در اين راه سبكبار باشی،بيش از تاب و تحمل خود بار بر دوش مگير!كه سنگينی آن برای تو وبال خواهد بودو هر گاه نيازمندی را يافتی كه می‏تواند زاد و توشه تو را تا رستاخيزبر دوش گيرد و فردا كه به آن نيازمند شوی بتو پس دهد آنرا غنيمت بشمار واين زاد را بر دوش او بگذار،و اگر قدرت بر جمع آوری چنين زاد و توشه‏ ای‏ را داری هر چه بيشتر فراهم ساز و همراه او بفرست،چرا كه ممكن است روزی‏ در جستجوی چنين شخصی برآئی ولی پيدايش نكنی.هنگامی كه بی‏ نياز هستی ‏اگر كسی قرض بخواهد غنيمت‏ بشمار،تا در روز سختی و تنگدستی‏ ات ادا نمايد بدان كه پيش روی تو گردنه‏ هائی صعب العبور وجود دارد(كه برای عبوراز آنها)سبكباران حالشان به مراتب بهتر از سنگين باران است.و كندروان‏ حالشان بسيار بدتر از سرعت كنندگان بدان كه نزول تو سرانجام يا در بهشت است ‏يا در دوزخ بنابر اين برای خويش پيش از رسيدنت ‏به آن جهان وسائلی مهيا ساز ومنزل را پيش از آمدنت آماده نما. زيرا«پس از مرگ عذر پذيرفته نمی‏شود»و راه بازگشتی بدنيا وجود ندارد.
بدان!همان كسی كه گنجهای آسمانها و زمين در اختيار دارد بتو اجازه دعا و درخواست را داده است و اجابت آن را نيز تضمين نموده، بتو امر كرده كه ازاو بخواهی تا بتو عطا كند و از او در خواست رحمت نمائی،تا رحمتش را بر تو فرو فرستد خداوند بين تو و خودش را كسی قرار نداده كه حجاب و فاصله باشد و تورا مجبور نساخته كه بشفيع و واسطه‏ای پناه ببری.و مانعت نشده كه اگر كارخلافی نمودی توبه كنی در كيفر تو تعجيل ننموده و در انابه و بازگشت‏ بر تو عيب ‏نگرفته است.در آنجا كه فضاحت و رسوائی سزاوار تو است، تو را رسوا نساخته‏ و برای بازگشت و قبول توبه شرائط سنگينی قائل نشده است در جريمه با تو به مناقشه ‏نپرداخته و تو را از رحمتش مايوس نساخته است‏ بلكه باز گشت تو را از گناه حسنه ‏و نيكی قرار داده،گناه و بديت را يك،و نيكيت را ده بحساب آورده است‏ و در توبه و باز گشت و عذر خواهی را برويت گشوده است پس آنگاه كه ندايش كنی ‏بشنود،و آن زمان كه با او نجوانمائی سخنت را ميداند، پس حاجتت رابسوی او می‏بری،و آن چنانكه هستی در پيشگاه او خود را نشان می‏دهی.
هر گاه بخواهی با او درد دل می‏كنی و ناراحتی و مشكلاتت را در برابر او قرارمی‏دهی از او در كارهايت استعانت می‏جوئی،و از خزائن رحمتش چيزهائی رامی‏خواهی كه جز او كسی قادر باعطاء آن نيست:
مانند عمر بيشتر،تندرستی بدن،و وسعت روزی،بار ديگر تاكيد می‏كنم‏ كه خداوند كليدهای خزائنش را در دست تو قرار داده،زيرا بتو اجازه داده كه‏ از او در خواست كنی، بنابر اين هر گاه خواستی، می‏توانی بوسيله دعا درهای‏ نعمت‏ خدا را بگشائی،و باران رحمت‏خدا را فرود آوری.
اما هرگز نبايد از تاخير در اجابت دعا مايوس گردی زيرا بخشش به ‏اندازه نيت است‏ گاه می‏شود كه اجابت‏ بتاخير ميافتد تا اجر و پاداش و عطای در خواست‏ كننده بيشتر گردد و گاه ميشود كه در خواست ميكنی اما اجابت نميگردد درحاليكه بهتر از آن بزودی، و يا در موعد مقرری بتو عنايت‏ خواهد شد و يا اينكه‏ بخاطر چيز بهتری اين خواسته ات بر آورده نمی‏شود زيرا چه بسا چيزی رامی‏خواهی كه اگر بتو داده شود موجب هلاكت دين تو می‏شود.روی اين اصل‏بايد خواسته تو هميشه چيزی باشدكه جمال و زيبائيش برايت ‏باقی و وبال و بديش از تو رخت‏ بربندد،مال برای‏ تو باقی نمی‏ ماند و تو نيز برای آن باقی نخواهی ماند.
پسرم!بدان تو برای آخرت آفريده شده ای نه برای دنيا!برای فنا نه بقای در اين جهان!برای مرگ نه برای زندگی!(و بدان)كه تو در منزلی قرار داری كه هر آن ممكن است از آن كوچ كنی، در منزلی كه بايد زاد و توشه‏ از آن برگيری تو در طريق آخرتی،تو طريد مرگی،همان مرگی كه هرگز فراركننده از آن نجات نمييابد.و از دست جوينده ‏اش بيرون نميرود و سرانجام او راميگيرد.بنابر اين از مرگ بر حذر باش!نكند زمانی تو را بچنك آورد كه در حال ‏بدی باشی،و تو بيشتر با خود ميگفتی كه از اين حال توبه خواهی كرد اما او ميان‏تو و توبه‏ات حائل ميگردد و اينجا است كه تو خويشتن را بهلاكت انداخته ‏ای.
ياد مرگ‏ پسرم!بسيار بياد مرك باش و به ياد آنچه بسوی آن می‏ روی،و پس از مرگ‏ در آن قرار ميگيری تا اينكه هنگامی كه مرگ بنزد تو آيد تو خود را از هر جهت‏ مهيا كرده باشی.نيروی خويش را تقويت،و دامن همت‏ بر كمر زده و آماده باشی،نكند ناگهان بر تو وارد شود و مغلوبت‏ سازد،(پسرم)از اين سخت‏ بر حذر باش‏ كه علاقه شديد مردم بدنيا و حمله حريصانه‏شان بآن تو را مغرور سازد چرا كه‏ خداوند ترا از وضع دنيا آگاه كرده و دنيا نيز خود از فنا و زوالش تو را خبر داده‏ و بديهای خود را آشكارا بتو نشان داده است.
(بدان)دنيا پرستان همچون سگانی هستند كه بيصبرانه همواره صدا می‏كنندو درندگانی كه در پی دريدن يكديگرند،زورمندان ضعيفان را می‏خورند وبزرگترها كوچكترها را.يا همچون چهار پايانی كه گروهی از آنان پاهايشان ‏بسته و گروهی ديگر رها شده ‏اند،راههای صحيح را گم كرده و براههای نا معلوم‏گام گذارده ‏اند در وادی پر از آفات رها شده ‏اند،در سرزمينی شنزار كه حركت ‏در آن بكندی امكان پذير است نه چوپانی دارند كه آنها را جمع كند و نه كسيكه آنها را به منزل برساند.
دنيا آنان را در طريق كوری براه انداخته،و چشمهاشان را از ديدن نشانه‏ های‏ هدايت‏ بر بسته، در حيرت و سرگردانی دنيا مانده،و در نعمتهای آن غرق‏ گرديده ‏اند آنها را مالك و پروردگار خويشتن برگزيده ‏اند.دنيا آنها را و آنهادنيا را به بازی گرفته و ماورای آنرا فراموش كرده ‏اند.

در تلاش برای دنيا اندازه نگهدار.

آرام!كه بزودی تاريكی برطرف می‏شود(و حقيقت آشكار می‏گردد)گويا مسافران به سر منزل مقصود رسيده ‏اند.آن كس كه سريع براند به(قافله)ملحق خواهد شد!.
پسرم!بدان آن كس كه مركبش شب و روز است دائما در حركت‏ است،هر چند خود را ساكن می‏پندارد.و همواره قطع مسافت می‏كند،گرچه ظاهرا متوقف است.
بدان!بطور مسلم هرگز به همه آرزوهايت نخواهی رسيد و از اجلت‏ تجاوز نخواهی كرد(بيش از آنچه مقرر شده عمر نخواهی نمود)و تو در راه ‏همان كسانی هستی كه پيش از تو می‏ زيسته‏ اند، بنابر اين در طريق بدست آوردن ‏دنيا ملايم باش؟و در كسب و كار ميانه روی را پيشه كن(نه حرص داشته باش‏و نه طمع)زيرا بسيار شده كه تلاش بيحد در راه دنيا منجر بنابودی اموال گرديده‏ است؟چرا كه نه هر تلاشگری به روزی رسيده،و نه مدارا كننده محروم می‏شود.
بزرگوارتر از آن باش!كه به پستی تن دردهی هر چند تو را به مقصودت برساند،زيراتو نمی‏توانی در برابر آنچه از آبرو و شخصيت در اين راه از دست می‏دهی،بهائی ‏بدست آوری‏«بنده ديگری مباش چرا كه خداوند تو را آزاد آفريده‏»!آن نيكی كه جزبا شر و بدی بدست نيايد نيكی نيست و نه آن آسايش و راحتی كه با مشقت زياد.
نكند مركب های طمع با سرعت‏ حركت كنند و تو را به مهلكه بيندازند. اگر توانستی كه بين تو و خداوند،صاحب نعمتی واسطه ‏ای نباشد انجام‏ ده، زيرا تو قسمت‏ خود را دريافت‏ خواهی كرد،و سهمت را خواهی گرفت، و مقدار كمی كه از ناحيه خدا برسد محترمانه ‏تر است از مقدار زيادی كه ازناحيه يكی از مخلوقانش باشد،هر چند همه نعمتها از ناحيه او است.
سفارشهای گوناگون-تدارك و جبران آنچه بر اثر سكوتت از دست داده ‏ای ‏آسانتر است،از جبران آنچه در اثر سخنت از دست رفته!چرا كه نگهداری آنچه‏ در ظرف هست‏ با محكم بستن دهانه آن امكان‏ پذير است.و نگهداری آنچه در دست‏داری نزد من محبوبتر است از درخواست چيزی كه در دست ديگری است.
تلخی ياس و ناداری بهتر است از در خواست از مردم. ثروت كم همراه باعفت و پاكی و درستكاری بهتر است از ثروت فراوان توام با فجور و گناه.
انسان اسرار خويش را بهتر از هر كس ديگر نگهداری می‏كند.بسيارند كسانی‏كه بر زيان خود تلاش می‏كنند.كسی كه پر حرفی كند حرفهای بی معنی زيادخواهد زد.هر كس انديشه كند. بينائی خواهد يافت.به نيكوكاران نزديك‏ شو كه از آنان خواهی شد.از اهل شر و بدی دور شو تا از آنها بر كنارباشی.غذای حرام بدترين غذاها است!ستم بر ناتوان بدترين ستم است!.
آن گاه كه رفق و مدارا كردن شدت بحساب آيد،شدت،رفق و مدارائی‏ خواهد بود.گاه می‏شود كه دارو مايه بيماری،و بيماری داروی نجاتبخش‏ است.!چه بسا آن كس كه اهل اندرز نيست اندرز داده،و آن كس كه ازاو درخواست نصيحت ‏شده خدعه به كار برده است!از تكيه كردن بر آرزوها بر حذر باش،كه سرمايه احمقان است.عقل،نگهداری تجربه‏ ها است.
بهترين تجربه‏ هايت آن است كه به تو پند دهد.پيش از آنكه فرصت از دست‏ برود و مايه اندوهت گردد آنرا غنيمت‏ بشمار.چنان نيست كه هر كس درجستجو باشد به خواسته‏ اش برسد.و هر غائب و پنهانی باز گردد.از موارد فساد،از بين بردن زاد و توشه و تباه ‏ساختن معاد است.هر كاری سرانجام ی‏دارد،بزودی آنچه برايت مقدر شده بتو خواهد رسيد.هر بازرگانی همواره‏ خود را در مخاطره می ‏اندازد(تا نتيجه گيرد).بسيار شده كه سرمايه كم،رشدش از سرمايه زياد بيشتر بوده است! نه در كمك كار پست‏ خيری وجود دارد و نه در دوست متهم، آنگاه كه روزگار در اختيار تو است‏ بهره خود را بگير.هيچگاه نعمتی را به خاطر اينكه‏ بيشتر بدست آوری بخطر مينداز.از سوارشدن بر مركب سركش لجاجت‏ بر حذرباش.

وظيفه تو در برابر دوستان.

در برابر برادرت اين مطالب را بر خود تحمل كن:به هنگام قطع‏ رابطه از ناحيه او تو پيوند نما، و هنگام قهر و دوريش،لطف و نزديكی.
در برابر بخلش،و بذل و بخشش.و در زمان دوريش،نزديكی،به هنگام سخت‏گيريش نرمش به هنگام جرمش قبول عذر،آنچنانكه گويا تو بنده او هستی.
و او صاحب نعمت تو است.(اما)بر حذر باش از اينكه آنچه گفته شد درغير محلش قرار دهی يا درباره كسی كه اهليت ندارد به انجام رسانی.هرگزدشمن دوست‏ خود را به دوستی مگير!كه با اينكار با دوستت‏ به دشمنی برخاسته ‏ای‏ نصيحت‏ خالصانه خود را برای برادرت مهيا ساز!خواه نيك باشد يا بد،خشم را فرو خور كه من جرعه‏ ای شيرينتر و خوش سرانجام‏تر و لذت‏ بخش‏ تراز آن نديدم.با كسيكه با تو به خشونت رفتار كند نرمی پيش گير،كه بزودی ‏او در برابر تو نرم خواهد شد.با دشمن خود با فضل و كرم رفتار كن،كه‏ در ميان يكی از دو پيروزی شيرين‏ترين را بر گزيده‏ ای.اگر خواستی پيوند برادری و رفاقت را ببری جای دستی برايش باقی بگذار كه اگر روزی خواست‏ باز گردد و بار ديگر با تو دوست‏ شود،بتواند.كسی كه بتو گمان نيكی برد با(عملت)گمانش را تصديق كن!
هيچگاه به اعتماد رفاقت و يگانگی كه بين تو و برادرت هست‏ حق اورا ضايع مكن!زيرا آنكه حقش را ضايع می‏كنی با تو برادر نخواهد بود.
سعی كن خاندانت‏ بدترين افراد نسبت‏ به تو نباشند.به كسيكه با تو علاقه ‏ندارد علاقمند مباش! نبايد برادرت در قطع پيوند برادری نيرومندتر از تو دربر قراری پيوند،و نه در بدی كردن قويتر از تو در نيكی كردن باشد! ظلم و ستم كسيكه بر تو ستم می‏كند زياد بر تو گران نيايد چرا كه در حقيقت‏ بزيان خود و سود تو تلاش می‏كند(و سرانجام بر او پيروز خواهی شد) پاداش‏ كسيكه تو را خوشحال می‏كند اين نيست كه باو بدی كنی.
پسرم!بدان كه‏«روزی‏»بر دوگونه است:يك نوع روزی است كه به‏ جستجوی آن بر می‏ خيزی،و روزی ديگری است كه بسراغ تو خواهد آمد يعنی اگرتو هم بسويش نروی بسويت مي آيد،چه زشت است‏ خضوع بهنگام نياز،و جفا و ستم ‏بهنگام بی‏ نيازی.تنها از دنيا آن مقدار مال تو خواهد بود كه با آن سرای آخرتت‏ را اصلاح كنی.اگر قرار است‏ برای چيزی كه از دستت رفته ناراحت‏ شوی‏ پس برای هر چيزی كه بتو نرسيده نيز ناراحت‏ باش!با آنچه در گذشته ديده‏ و شنيده ‏ای بر آنچه هنوز نيامده است استدلال كن!چرا كه امور شبيه يكديگرنداز كسانی مباش كه پند و اندرز به آنها سود نمی‏ بخشد مگر آن زمان كه سخت‏ در توبيخ او مبالغه كنی، چرا كه عاقلان با اندرز و آداب پند می‏پذيرند اماچهارپايان با زدن!هم و غمها را با نيروی صبر و حسن يقين از خود دور ساز!
كسی كه ميانه‏ روی را ترك كند از راه حق منحرف شده،يار و همنشين‏ در حكم خويشاوند است. دوست آن است كه در نبود انسان حق دوستی رارعايت كند،هوا و هوس شريك كوری است.چه بسا دور افتادگانی كه ازخويشاوندان نزديكترند و خويشاوندانی كه از هر كس دورتر می‏ باشند!
غريب كسی است كه دوست نداشته باشد.كسی كه از حق تجاوز كند درتنگنا قرار ميگيرد.آن كس كه به ارزش خود اكتفا كند برايش پاينده‏تر خواهدبود.مطمئن‏ترين وسيله‏ ای كه ميتوانی بآن چنك بزنی وسيله ‏ای است كه بين‏تو و خدايت ايجاد رابطه كند.كسی كه بكار تو اهميت نميدهد در حقيقت دشمن‏ تو است گاه ميشود كه نوميدی نوعی وصول بمقصد است!و اين در صورتی‏است كه طمع موجب هلاكت‏ شود.چنان نيست كه هر عيب پنهانی آشكار شودو همه فرصتها بنتيجه رسد گاه ميشود كه بينا بخطا ميرود،و نابينا بمقصد ميرسدشر و بدی را تاخير افكن زيرا هر وقت‏ بخواهی ميتوانی انجام دهی!بريدن ازجاهل معادل پيوند با عاقل و هوشيار است كسی كه از مكر زمان ايمن بماند زمان به او خيانت‏خواهد كرد،وكسی كه آن را بزرگ بشمارد او را خوار خواهد ساخت.چنين نيست كه‏ هر تير اندازی به هدف بزند.آن گاه كه حكومت تغيير كند و دگرگون شودزمانه دگرگون خواهد شد،پيش از حركت‏به سوی سفر درباره همسفرت‏جستجو و تحقيق كن،و پيش از گرفتن منزل درباره همسايه ‏ات.از گفتن سخنان‏ بی محتوا بر حذر باش گر چه آن را از ديگری نقل كنی.
از مشاوره با زنان(هوسباز)بپرهيز كه نظريه آنها ناقص و تصميمشان‏ ناپايدار است،و از طريق حجاب مشاهد،زنان را بپوشان!زيرا حجاب وپوشش،آنها را سالمتر و پاكتر نگاه خواهد داشت، خارج شدن و بيرون‏رفتن آنها بدتر از اين نيست كه افراد غير مطمئن را در بين آنان راه دهی.
اگر بتوانی كه غير از تو ديگری را نشناسند اين كار را بكن.
به زن،بيش از حد خود تحميل مكن!زيرا زن همچون شاخه گل است‏ نه قهرمان خشن، احترامش را به حدی نگهدار كه او را به فكر نيندازد كه‏ برای ديگری شفاعت كند. بر حذر باش از اينكه در غير جائيكه بايد غيرت به‏ خرج داد اظهار غيرت كنی،(كه نشانه سوء ظن تو سبت‏ به او باشد)زيرااظهار بی اعتمادی و سوء ظن،زنان را به ناپاكی،و بيگناهان را به آلودگی‏ سوق می‏دهد.
برای هر كدام از خدمت گذارانت كاری معين ساز كه او را در قبال آن مسئول‏ بدانی،چرا كه اين سبب می‏ شود كارها را به يكديگر وانگذارند،و درخدمتت‏ سستی نكنند.قبيله و عشيره ‏ات را گرامی دار،زيرا آنها پر و بال تواند كه بوسيله آنها پرواز می‏كنی و اصل و ريشه تواند كه به آنها باز می‏گردی،ودست و نيروی تواند كه با آن به دشمن حمله می‏كنی.

نيايش:

دين و دنيايت را نزد خداوند بامانت گذار،و از او بهترين مقدرات را هم ‏اكنون و در آينده،در دنيا و آخرت مسئلت نما!و السلام

توضيحات

[1]اين‏«وصيت‏»،از وصايای مشهور امير مؤمنان است،عده ‏ای از بزرگان‏ علماء كه پيش از«شريف رضی‏»می ‏زيسته ‏اند آنرا نقل كرده ‏اند از جمله:
1-محمد ابن يعقوب كلينی در كتاب الرسائل.
2-ابو احمد حسن ابن عبد الله ابن سعيد عسكری از اساتيد مرحوم صدوق دركتاب‏«الزواجر و المواعظ‏»
3-احمد بن عبد ربه مالكی در كتاب‏«عقد الفريد»قسمتی از آنرا در دومورد تحت دو عنوان در باب مواعظ الاباء للابناء آورده:
الف-در جزء سوم صفحه 155 تحت عنوان‏«و كتب علی بن ابيطالب الی‏ولده الحسن‏»ب-در ص‏156 تحت عنوان‏«و كتب الی ولده محمد ابن حنفيه‏»
4-شيخ صدوق قسمتی از آن را در دو مورد«من لا يحضره الفقيه‏»آورده:
در جزء سوم صفحه 362 و در جزء چهارم ص 275.
5-ابن شعبه حرانی در كتاب تحف العقول ص 52.
در اسناد اين وصيت مرحوم سيد ابن طاووس در كتاب كشف المحجه لثمرة‏المهجة بتفصيل از آن بحث كرده است.
(مصادر نهج البلاغه ج‏3 ص‏307-312)
[2]تقسيم بندی اين نامه:
1-قسمت اول اين وصيت،امام،بعنوان نمونه‏ای از ميان جميع پدرها،و فرزندش حسن را بعنوان نمونه‏ای از همه فرزندان معرفی می‏كند و شاهد آن يكی‏از قسمتهای نامه است كه به امام حسن می‏گويد من اين وصايا را برای تو نوشتم‏چرا كه سرزمين قلب جوان آماده است آنچه بذر در آن ريخته شود پرورش ‏می‏ دهد و بالاخره حالات يك پدر را شرح می‏دهد(من الوالد الفان-و خليفة‏الاموات).
2-سپس از تجربياتی كه آموخته و برايش بصورت جدی و عينی در آمده‏سخن می‏گويد و چون فرزندش را همه وجود خود می‏داند تصميم بر نصيحت اومی‏گيرد(اما بعد-بقيت لك او فنيت)
3-توصيه و سفارش بتقوا و آبادانی دل با ياد خدا و آنگاه درس خودسازی و توجه بحال گذشتگان و عبرت گرفتن از آنان،نصيحت و اندرز و كارهائی‏را كه بايد در راه خود سازی انجام دهد و آنچه بايد از آن دوری كند(فانی اوصيك-لا يحق تعلمه)
4-می‏گويد:پيش از آنكه نقصی از نظر جنبه‏ های فكری برايم پيدا شودسعی كردم دستورات لازم و آگاهی‏ های مورد نياز را بتو بدهم(لما رايتنی قدبلغت‏سنا-ربما اظلم علينا منه)
5-در اين قسمت‏ ياد آور می‏شود كه اگر چه باندازه همه جهانيان عمرنكرده ولی فكر و مطالعه در آثار آنها وی را از جريانات زندگی آنان آگاه كرده ‏و خلاصه سر گذشت آنان و پيشرفت و شكستشان را در اختيار فرزندش قرار ميدهد(یا بنی انی و ان لم اكن عمرت-فعهدت اليك وصيتی هذه)
6-در اين بخض می‏گويد:بهترين چيزی كه از وصايای من بايد مورد توجه‏تو باشد وصيت‏به تقوا است و ديگر اينكه در راهی قدم گذاری كه سلف صالح توقدم گذاردند چرا كه آنها با دليل در آن راه رفته‏اند و اگر خواستی خود آن طريق‏را با دليل بدانی خويشتن را در شبهات ميفكن و با فكر و توجه قدم بردار و در آغاز مطالعه،از خدايت كمك بگير(و اعلم يا بنی ان احب ما انت-و الامساك‏عن ذلك امثل)
7-در اين قسمت او را بطريق مطالعه توجيه می‏كند كه كارها همه بدست‏ خدا است و جهان در طريقی مخصوص در حركت است و پاداش در معاد خواهد بود.در طی مطالعه اگر علت چيزی برايت مبهم بود آن را بر جهل و ناآگاهی خودحمل كن چرا كه تو در آغاز جاهل بوده ‏ای سپس آگاه شده ‏ای و چه بسيار از مسائلی ‏كه در آغاز برايت مجهول بوده اما بعدا واقعيت آنرا فهميده ‏ای و بالاخره توجه‏ می‏دهد كه طريق همان است كه رسول خدا صلی الله عليه و آله و سلم گفته(فتفهم يا بنی وصيتی-مبلغ نظری لك)
8-بيكتائی خداوند و دليل آن و وظيفه‏ای كه در اين راه دارد اشاره ميكند(و اعلم يا بنی انه لو كان لربك شريك-الا عن قبيح).
9-وضع دنيا را در ضمن دو مثال برايش مجسم می‏كند:يك مثال در موردكسانی كه با چشم بصيرت به دنيا مينگرند و مثال ديگر در مورد افرادی كه مغرور به‏ آن شده ‏اند.(يا بنی انی قد انباتك عن الدنيا-و يصيرون اليه).
10-طريق بهتر زيستن و حسن عاقبت را در روابط با جامعه چنين توصيه‏می‏كند كه خويشتن را ميزان قرار دهد.
از آنچه خرسند می‏شود درباره ديگران انجام دهد و هر بد كه نمی‏پسنددبا كس مكند(يا بنی اجعل نفسك ميزانا-ما لا تحب ان يقال لك).
11-در اين بخش از عجب و خود پسندی نكوهش نموده و آنرا آفتی برای‏انديشه می‏داند و كمال خشوع برای پروردگار را باو توصيه می‏كند(و اعلم‏ان الاعجاب-فكن اخشع ما تكون لربك).
12-در اين بند امام(ع)به راه دور و دراز و پر مشقت و رنج آخرت،اشاره‏ميكند و بيان ميدارد فرزندم فوق طاقت و توانائيت... بارت را سنگين مكن كه سنگينيش وبالی برايت هست و بايد تا آنجا كه‏می‏تواند زاد و توشه برگيرد و بافرادی كه تحمل حمل اين بار را دارند برسد تابتواند زندگی پر سعادتی داشته باشد،و نيز توجه می‏دهد كه در آنجا بايد بار انسان‏از گناه سنگين نباشد:
(و اعلم ان امامك-و لا الی الدنيا منصرف)
13-در اين قسمت‏ بمقام بلند انسان پرداخته كه در ارتباط با خدا نياز بهيچ وسيله‏ ای‏ ندارد و بكمال لطف خداوند بانسان اشاره كرده كه خداوند با او هرگز بستيزه ‏نمي پردازد بلكه باب توبه برايش گشوده و حسناتش را ده برابر گردانيده و اگرگاهی دعا و خواسته‏ هايش اجابت نميشود روی حساب است.
(و اعلم ان الذی بيده خزائن السموات-و لا تبقی له)
14-در اين قسمت‏ بجريان واقعی آفرينش انسان اشاره كرده كه هدف‏سرای ديگری است نه اين دنيا و رها ساختن اين جهان است نه بقای در آن و بالاخره ‏از مرگ فراری نيست.
(و اعلم يا بنی انك انما خلقت للاخرة-قد اهلكت نفسك)
15-در اين بخش همواره بياد مرگ بودن را باو توصيه ميكند و وضع‏ مردم دنيا با يكديگر كه همچون درندگان بجان هم افتاده‏ اند برايش مجسم ميسازد و او را از اين طريق بر حذر ميدارد(يا بنی اكثر ذكر الموت-و نسوا ما ورائها)
16-امام يادآور ميشود كه انسان از اين جهان بايد برود زيرا مركب‏ سواری او شب و روز است كه همواره او را ميبرند چه بخواهد و چه نخواهد،تذكرميدهد كه انسان بتمام آرزوهايش نخواهد رسيد پس در تلاش برای دنيا در برابراز دست دادن شرفهای انسانی و آزاديها،بايد سرعت نگيرد كه خدا انسان راآزاد آفريده نبايد برده چيز ديگری شود و بالاخره انسان را از طمع باز می‏دارد.
(رويدا يسفر الظلام-و ان كان كل منه)
17-در اين قسمت‏ باضرب المثلها و جملات كوتاه بهدايت او پرداخته(و تلافيك ما فرط-مطية اللجاج)
18-در اين بخش آئين دوستی و رفاقت را ياد آور شده است.
(احمل نفسك من اخيك-من سرك ان تسؤه)
19-يك سلسله نصايح و اندرزها در جملات كوتاه مخصوصا درباره معاشرت‏ آمده است(و اعلم يا بنی ان الرزق-و ان حكيت ذلك عن غيرك).
20-يك سلسله دستورات مربوط بزنها و امور خانوادگی و چگونگی رفتاربا همسر و توجه به بستگان و خويشاوندان و اقوام ميدهد(اياك و مشاورة النساء-و يدك اللتی بها تصول).
21-دعا و طلب خير برای فرزندش.(استودع الله-و السلام)

این مورد را ارزیابی کنید
(2 رای‌ها)
محتوای بیشتر در این بخش: « نامه(30) نامه(32) »

پیام هفته

مصرف گرایی بلای جامعه برانداز
قرآن : وَ لَنُذِیقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الأَکْبَرِ لَعَلَّهُمْ یَرْجِعُونَ  (سوره سجده، آیه 21)ترجمه: به آنان از عذاب نزدیک (عذاب این دنیا) پیش از عذاب بزرگ (آخرت) مى چشانیم، شاید باز گردند.توضیح : مصرف گرایی بدون تولید مناسب سبب می شود تا قیمت ها در جامعه افزایش پیدا کند و گرانی (که در احادیث به عنوان یکی از عذابهای دنیوی عنوان شده) در جامعه شایع شود.حدیث: وَ لِلّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عِبَادٌ مَلاعِينُ مَنَاكِيرُ لا يَعِيشُونَ وَ لا يَعِيشُ النَّاسُ فِي أكْنَافِهِمْ وَ هُمْ فِي عِبَادِهِ بِمَنْزِلَة الْجَرَادِ لا يَقَعُونَ عَلَي شَيْ‏ءٍ إلاّ أتَوْا عَلَيْهِ. (اصول کافی،...

ادامه مطلب

موسسه صراط مبین

نشانی : ایران - قم
صندوق پستی: 1516-37195
تلفن: 5-32906404 25 98+
پست الکترونیکی: این آدرس ایمیل توسط spambots حفاظت می شود. برای دیدن شما نیاز به جاوا اسکریپت دارید