الدرس‌ الخامس‌

الدرس‌ الخامس‌:

 ولاية‌ المعصوم‌ عين‌ ولاية‌ الله‌؛ ولا يعقل‌ أي‌ّ اختلاف‌ في‌ مواردها ومصاديقها

بِسْـمِ اللَهِ الـرَّحْمَنِ الـرَّحِيمِ

و صلَّي‌ اللهُ علي‌ محمد و ءاله‌ الطَّاهرين‌

 

و لعنة‌ اللَه‌ علي‌ أعدائهم‌ أجمعين‌ من‌ الآن‌ إلي‌ قيام‌ يوم‌ الدين‌

و لا حول‌ و لا قوّة‌ ألاّ باللَه‌ العليّ العظيم‌

 

 كان‌ في‌ نيتّنا اليوم‌ أن‌ ندخل‌ بحث‌ ولاية‌ الفقيه‌ لكن‌ بعض‌ السادة‌ أشكل‌ علي‌ النحو التالي‌:

 إنّه‌ وفقاً لما ذكر حول‌ ولاية‌ الائمّة‌ و النبيّ و انّ ولايتهم‌ في‌ الامر و النهي‌ قد استفيدت‌ من‌ القرءان‌ بشكل‌ مطلق‌، «فلو أمر الإمام‌ الإنسان‌ بارتكاب‌ معصيّة‌ فما الذي‌ سيحصل‌ ؟»

 لذا نقوم‌ الان‌ بحلّ هذا الإشكال‌ فنقول‌:

 لابدهنا ان‌ ندرس‌ هذه‌ المسألة‌ بشكل‌ عميق‌ فننظر ما هو مسار و مجال‌ ولاية‌ الإمام‌ ؟ و ما هي‌ حقيقتها: و بأيّ نحو يكون‌ امر الإمام‌؛ و هل‌ يأمر النبيّ أو الإمام‌ بالمعصية‌ أساساً و لو في‌ الموارد الاستثنائيّة‌: أم‌ أن‌ المسألة‌ بنحو آخر ؟ و بعد ذلك‌ ندخل‌ في‌ بحث‌ ولاية‌ الفقيه إن‌ شاءالله‌ تعالي‌.

 يجب‌ ان‌ نعلم‌ أنّه‌ حيث‌ أطلقت‌ ولاية‌ الإمام‌ و ولاية‌ المعصوم‌ بشكل‌ عام‌ فهي‌ نفس‌ ولاية‌ الله‌، و لا معني‌ للفصل‌ و البينونة‌ بين‌ هاتين‌ الولايتين‌.

 فالولاية‌ التي‌ يمتلكونها لم‌ يعطهم‌ الله‌ إيّاها بنحو التفويض‌ لكي‌ تكون‌ مستقلّة‌ عنه‌ و معطاة‌ لهم‌؛ أو تكون‌ له‌ تعالي‌ ولاية‌ و يعطي‌ لهم‌ ولاية‌ متشابهة‌ لولايته‌. بنحو يتوجد معهد ولايتان‌، غاية‌ الامر انّ ولاية‌ الله‌ أعلي‌ و ولايتهم‌ أدني‌، أو انهما متساويتان‌ فالامر ليس‌ كذلك‌، إذ يلزم‌ من‌ ذلك‌ التعدّد، و لا تعدّد في‌ عالم‌ التوحيد، فالإعطاء ـ إذن‌ ـ ليس‌ بمعني‌ الفصل‌، و ليس‌ تفويضاً؛ و التسليم‌ ليس‌ بمعني‌ الإيكال‌ و الاستقلال‌.

 الرجوع الي الفهرس

الولاية‌ تجلٍّ، والله‌ لا يأمر بالمعصية‌

 و عليه‌ فانّ الذي‌ يبقي‌ و حسب‌ هو أنّ تلك‌ الولاية‌ المعطاة‌ لهم‌ هي‌ علي‌ نحو الظهور و التجلّي‌. أي‌ أنّ نفس‌ ولاية‌ الله‌ هي‌ التي‌ ظهرت‌ و تجلّت‌ فيهم‌. والفرق‌ بين‌ التفويض‌ و التجلّي‌ أكثر ممّا بين‌ السماء و الارض‌ و الشيّء الذي‌ يتجلّي‌ في‌ شي‌ء هو نفسه‌ الذي‌ يهظر فيه‌ و يبرز من‌ خلاله‌. و بناءً عليه‌ فمن‌ المحال‌ أن‌ يتجلّي‌ شيّء في‌ شي‌ء آخر فينظهر هناك‌ شي‌ء غير ذلك‌ الشي‌ء السابق‌.

 كما انّ الشخص‌ الذي‌ ينظر في‌ المرأة‌ ـ مثلاً ـ ستتجلّي‌ ملامحه‌ فيها و ننعكس‌ صورته‌ هو في‌ المرأة‌. فالمرأة‌ تُظهِر له‌ نفسه‌، و من‌ المحال‌ أن‌ تظهر شيئاً آخر، أو تعكس‌ موجوداً ءاخر، أؤ تعكس‌ عيناً أخري‌ و أنفاً آخر، فهذا أمر محال‌، لانّها ليست‌ الاّ تجلِّ له‌.

 و فلاناً لذلك‌ معني‌ الاستقلال‌، إذ انّ الامر لايكون‌ في‌ الاستقلال‌ علي‌ النحو. فالمرءآة‌ التي‌ أصابها الصدآ أو التصدّع‌ مثلاًاذا ما نظر فيها الإنسان‌ فإنّها لتظهر تصدّعاً أو نقطة‌ سوداء، مع‌ أنّ هذا التصدّع‌ و هذه‌ النقطة‌ السوءاء غير موجودني‌ في‌ وجه‌ الإنسان‌؛ فهذا العيب‌ من‌ نفس‌ المرءآة‌، إذ لم‌ تستطع‌ إظهار الصورة‌ بشكل‌ جيد. و هذا بسب‌ الجهة‌ الاستقلالية‌ التي‌ كانت‌ في‌ ارمأة‌. ثم‌ انّ الشمس‌ عند ماتسّع‌ فانّ لازم‌ إشعاعها النور، إذ لا تصدر منها ظلمة‌. فتجلّي‌ الشمس‌ تجلٍّ للنور، و حيثما كانت‌ أزالت‌ الظلام‌، كما انّ تجلّي‌ شخص‌ العالم‌ هو العلم‌ فلا يرشع‌ الجهل‌ من‌ العالم‌، و إلاّ كان‌ خلاف‌ الفرض‌. و لايمكن‌ أن‌ يصدر من‌ التّقي‌ بعنوان‌ أنّه‌ تقي‌ ـ الذنب‌، لانّ هذا خلاف‌ الفرض‌. و أخيراً فإنّ «كلّ إناء بالذي‌ فيه‌ ينضح‌».

 فإذا تجلّي‌ الله‌ تعالي‌ في‌ موجودما فان‌ هذا الموجود أنّما يُظهر الله‌ بكل‌ ماللكلمة‌، من‌ معني‌، و لايمكن‌ أن‌ يُظهر غيره‌، لانّه‌ مجرّد تجلّ و ظهور. لا أن‌ يكون‌ ذلك‌ الشي‌ء ذا استقلالٍ و شخصية‌ و أنانيّة‌ و نفسانيّة‌. و فرض‌ كمال‌ المعصومين‌ أنّما يكون‌ بهذا النحو أيضاً، حيث‌ انّهم‌ يمتلكون‌ مقام‌ الهوهويّة‌، و ليس‌ في‌ عالم‌ الوحد، الولايتية‌ الاّ ثمّة‌ ولاية‌ واحدة‌ لا أكثر، و هي‌ ولاية‌ مختصّة‌ بالله‌ أيضاً، و قد تجلّت‌ و ظهرت‌ في‌ هذه‌ الاوعية‌.

 و بناءً علي‌ هذا فإنّهم‌ عليهم‌ السلام‌ أنّما يُظهرون‌ الله‌ و الله‌ لا يأمر بالمعصية‌: «إِنَّ اللَهَ لاَ يَأمُرُ بِالْفَحْشَآءِ» [19]  و «تَنْهَي‌' عَنِ الْفَحْشَآءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْي‌» [20] و «قُلْ أَمَرَ رَبِّي‌ بِالْقِسْطِ» [21]

 و بناءً علي‌ هذا فإنّ العظام‌ الوجودي‌ للنبيّ و الائمّة‌ عليهم‌ السّلام‌ علي‌ نحوٍ بحثي‌ يرشح‌ منهم‌ الخير ـ لاالشرّ ـ بشكل‌ حتمي‌ّ، «وَ الشَّرُّ لَيْسَ إلَیكَ» [22]ولا توجد لديهم‌ نيّة‌ سوء. و بالطبع‌ فاننا لانريد القول‌ بأنّ هذا التجلّي‌ بنحو يكونون‌ معه‌ مضطرّين‌ و مجبرين‌، كلاّ بل‌ هم‌ مختارون‌ و العليّ يكون‌ بهذا النحو باختيارهم‌ و بسبب‌ كمالهم‌.

 الرجوع الي الفهرس

الائمّة‌ عليهم‌ السلام‌ مختارون‌ لكنّهم‌ يتقنون‌ العمل‌ الحسن‌ بهذا الاختيار

 و كما أنّ الله‌ أيضاً هو نفسه‌ مختار و أيصدر منه‌ العمل‌ القبيح‌. و هذا لاينافي‌ اختياره‌، فهو مختار، ولكنّه‌ مع‌ هذا الاختيار يختار الحسن‌ دوماً.

 فالائمّة‌ عليهم‌ السلام‌ مختارون‌ هم‌ أيضاً، لكنّهم‌ مع‌ هذا الاختيار يختارون‌ العمل‌ الحسن‌. فوجود الائمّة‌، و فكرهم‌، و خيالهم‌، و نومهم‌، و يقظتهم‌، و سكونهم‌، و حركتهم‌، و باختصار جميع‌ أطوارهم‌، حقّ و مظهر الإرادة‌ اله‌، سواء في‌ التكوين‌ و التشريع‌، و سواء في‌ النظام‌ الوجودي‌ أوفي‌ المدركات‌ الذهنية‌ و الفكريّة‌. فهم‌ لايقومون‌ بأيّ تخيّل‌ باطل‌ في‌ حال‌ من‌ الاحوال‌، و لايرون‌ رؤيا مضطربة‌، لانّهم‌ خير، و لابدله‌ من‌ الخير إلاّ الخير.

 و الشواهد علي‌ هذا المطلب‌ كثيرة‌، و إذا ما التفتنا الي‌ ءايات‌ القرءآن‌، و تأمّلنا في‌ الخطابات‌ الموجّهة‌ من‌ الله‌ تعالي‌ الي‌ رسوله‌ و لاوامر التي‌ يخضعه‌ لها لوجدنا أنّ النبيّ يري‌ نفسه‌ أمام‌ هذه‌ الاوامر صغيراً و ذليلاً و حقيراً الي‌ درجة‌ كبيرة‌ تماماً كمثل‌ العبد قبال‌ مولاه‌ القادر و القاهر المسلّط‌ عليه‌، و قد أصاخ‌ اليه‌ بكلّ وجوده‌ لكيلا تصدر منه‌ أدني‌ مخالفة‌، و إلاّ كان‌ محّلاً للمؤاخذة‌ لذا فقد كان‌ عليه‌ في‌ نهجه‌ و طريقة‌ عمله‌ أن‌ يعمل‌ بمستوي‌ من‌ الدقّة‌ ليكون‌ عبداً حتي‌ في‌ إدراكه‌ و خياله‌ و في‌ فعله‌ و جميع‌ شراشر[23] وجوده‌. أي‌ مظهراً و عبدا و سلماً. و ألاّ يقوم‌ بأيّ ظهور مقابل‌ ربوبية‌ ربّه‌، و م‌يبرز أيّة‌ إنيّة‌، و لا يصدر منه‌ أي‌ أمر و نهي‌ فيما يتعلّق‌ به‌ شخصيّاً باعتبار عبوديّته‌.

 فاللّه‌ إذن‌ لايأمر بالمعصية‌، و رسوله‌ لايأمر بذلك‌ أيضاً. و ليست‌ لله‌ نفس‌، و لا يعمل‌ عملاً علي‌ أساس‌ من‌ الشهوة‌ أو الغضب‌ أو الوهم‌، و النبيّ لايفعل‌ ذلك‌ أيضاً. بل‌ ان‌ المعصيّة‌ من‌ الشيطان‌. و الله‌ قد نهي‌ عنها، نهي‌ عنها و النبيّ أيضاً، و قال‌: المعصيّة‌ من‌ الشيطان‌. أيّ انّها تختصّ بمشار مضادّ للمسار الذي‌ نحن‌ فيه‌، إذ أنّ الشيطان‌ باطل‌، و موجود مُحَوِّة‌ يظهر الحقَّ باطلاً. و يخرج‌ الباطل‌ بصورة‌ الحقّ، و هذا خلاف‌ تحقّق‌ و واقعيّة‌ الحقّ.

 و امّا الله‌ فهو حقّ، يهدي‌ الي‌ الحقّ «قُلِ اللَهُ يَهْدِي‌ لِلْحَقِّ» [24]  و ءايات‌ القرءان‌ توّضح‌ هذا المطلب‌ بجلإ، و تدلنّا علي‌ أنّ النبيّ مسلِّم‌ لاوامر الله‌ تعالي‌ بحيث‌ انّه‌ لو رأي‌ مخالة‌ ما مهما صغرت‌ في‌ أفكاره‌ و نيّته‌ و شخصيّته‌ فأنّه‌ سوف‌ يري‌ نفسه‌ في‌ تلك‌ اللحظه‌ محّلاً لقهر الله‌ و عذابه‌.

 و يوّضح‌ القرءان‌ و دون‌ ءايّة‌ مجاملة‌ ـ كيفيّة‌ إصغاء النبيّ و انتباهه‌ لصدور أيّ أمر من‌ الله‌ تعالي‌ لكي‌ يقوم‌ بتنفيذه‌.

 أي‌ أنّ ولايته‌ ولاية‌ الله‌، و أمره‌ أمر الله‌، و نهيه‌ نهي‌ الله‌، و اختياره‌ اختيار الله‌، و ليس‌ الامر كما نتخيّل‌ من‌ أنّ النبيّ باعتبار امتلاكه‌ للولاية‌ فأنّه‌ ينتفي‌ بنات‌ الناس‌ لنفسه‌، أو يأخذ لنفسه‌ أموال‌ الناس‌ ما حَسُن‌ و نَفُس‌، إذ لم‌ يعطه‌ الله‌ الولاية‌ ليقوم‌ بهذه‌ الاعمال‌ أبداً.

 و لا ليوزّع‌ ما اختاره‌ من‌ نبات‌ الناس‌ أو الاسري‌ بين‌ قومه‌ و أقربائه‌، أو ليعطي‌ من‌ تلك‌ الاموال‌ النفيسة‌ لابنته‌ لانّها ابنته‌. فإنّا هذه‌ المعاني‌ بعبارة‌ إلي‌ درجة‌ تجعلها معاكسة‌ للنهج‌ الإلهي‌ بشكل‌ كامل‌.

 أنّ النبيّ يري‌ جميع‌ النساء بنتاً له‌، و يعتبر جميع‌ الرجال‌ أبنائه‌، و يري‌ المشركين‌ أنباءه‌ و تجاهد لاجل‌ هدايتهم‌، و يواجه‌ ألف‌ مشكلة‌ في‌ سبيل‌ ذلك‌.

 إنّ للنبيّ نظرة‌ شاملة‌ و تواضع‌ جمّ بحيث‌ كان‌ ينام‌ علي‌ التراب‌ لاجل‌ هداية‌ الناس‌. فصيرة‌ النبيّ عجيبة‌ و دقيقة‌ للغاية‌، و علي‌ الإنسان‌ أن‌ يلاحظ‌ ماذا كان‌ أمر النبيّ و نهيه‌ ؟ بماذا كان‌ يأمر ؟ عمَّ كان‌ ينهي‌ ؟

 أجل‌ فلو أمر النبيّ بشي‌ء في‌ موضع‌ فعلي‌ الإنسان‌ أن‌ يأنني‌ به‌، لانّ أمر النبيّ مبنيّ علي‌ هذه‌ الضوابط‌، و فنس‌ النبيّ يعلم‌ أنّ إرادة‌ الله‌ قد تعلّقت‌ هنا في‌ أن‌ يقوم‌ الإنسان‌ بهذا العمل‌، و أنّ إرادة‌ الله‌ نزلت‌ و ترشّحت‌ علي‌ الإنسان‌ علي‌ لسان‌ النبيّ و فكره‌.

 و لاجل‌ توضيح‌ المسألة‌ جيداً نذكر بعضي‌ الشواهد:

 ورد في‌ روايات‌ العامّة‌ أنّ اُسامة‌ بني‌ زيد، الذي‌ كان‌ محبوباً و محترماً عند النبيّ، و الذي‌ اصطحبه‌ النبيّ معه‌ علي‌ الجمل‌ في‌ حجّة‌ الوداع‌ من‌ عرفات‌ الي‌ مني‌، الذي‌ كان‌ النبيّ يحبه‌ كثيراً و الذي‌ كان‌ قد ولاّه‌ الجيش‌ الذي‌ أراد إرساله‌ إلي‌ نواحي‌ الشام‌ و جعل‌ تحت‌ لوائه‌ كبّار المهاجرين‌ و الانصار، أنّ اُسامة‌ هذا جاء الي‌ النبيّ و شفع‌ في‌ إمرأة‌ شريفه‌ و محترمة‌ كانت‌ قد سرقت‌ لكي‌ أيُقيم‌ الرسول‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ و ءاله‌ و سلّم‌ الحدّ عليها و لايقطع‌ يدها.

 فَقَالَ صَلّي‌ الله‌ عليه‌ و ءاله‌ و سلّم‌: «وَيْحَكَ ! أَتَشْفَعُ فِي‌ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَهِ ؟ وَاللَهِ لَوْكَانَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ سَرَقتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا ! إنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ إذَا سَرَقَ الشَّرِيفُ تَرَكُوُهُ وَ إذَا سَرَقَ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَیهِ الْحَدَّ.» [25] (و إنّما لحصر) فالمعني‌ إنّ الذي‌ أهلكهم‌ هو هذا الامر فقط‌.

 و يذكر الصدوق‌ رحمة‌ الله‌ في‌ كتاب‌ «صفات‌ الشيعة‌» رواية‌ عجيبة‌ للغاية‌ و علي‌ الإنسان‌ أن‌ يحفظها باستمرار (كتاب‌ «صفات‌ الشيعة‌» كتاب‌ معتبر للغاية‌، و من‌ نفائس‌ كتب‌ الشيعة‌، و كذلك‌ كتاب‌ «فضائل‌ الشيعة‌» و كلاهما للشيخ‌ الصدوق‌، و لم‌ يُطبع‌ هذا الكتابات‌ الي‌ هذه‌ الاواخر، و أتذكر أنّه‌ قبل‌ حوالي‌ خمس‌ و أربعين‌ عاماً عندما جاء المرحوم‌ خال‌ والدي‌ سماحة‌ ءاية‌ الله‌ الميرزا محمّد الطهراني‌ قدس‌ الله‌ نفسه‌ من‌ سامراء الي‌ إيران‌ في‌ السفر الذي‌ تشرّفت‌ فيه‌ بمعصية‌ الي‌ مدينة‌ مشهد المقدّسة‌ أنّه‌ أعطاني‌ هذا الكتاب‌ لاستنسخه‌ له‌، و كان‌ كتاباً صغيراً جدّاً، ربّما و لم‌ يكن‌ اكثر من‌ خمس‌ عشره‌ صفحة‌، و لم‌ يكن‌ قد طبع‌ بعد. نعم‌ قد نُقلت‌ في‌ «بحار الانوار» و كتب‌ شيعية‌ أخري‌ روايات‌ عن‌ «صفات‌ الشيعة‌» لكنّ ذلك‌ الكتاب‌ بتلك‌ النسخة‌ كان‌ عند المرحوم‌ فقط‌. و بالطبع‌ فان‌ نسخه‌ غير منحصرة‌ بهذا الفرد، و قد استنسخت‌ له‌ نسخته‌ الي‌ ما قبل‌ سبع‌ و عشرين‌ سنة‌ تقريباً، أي‌ سنة‌ 1383 ه ق‌ حيث‌ قام‌ اينه‌ الاكبر المرحوم‌ آية‌ الله‌ الميرزا نجم‌ الدين‌ شريف‌ العسكري‌ ـ هو مؤلّف‌ خبير ألّق‌ الكثير من‌ الكتب‌ منها «علي‌ و الشيعة‌» ـ بطبعه‌ مع‌ كتاب‌ «فضائل‌ الشيعة‌» ضمن‌ مجموعة‌ ] بمجلدواحد [، و قد أرسله‌ ذلك‌ الوقت‌ لي‌ أيضاً بخطّه‌، و كان‌ قد طبع‌ هذا الكتاب‌ أيضاً عن‌ نسخته‌ الخطيّة‌ التي‌ كان‌ قد استنسخها بنفسه‌) و هذه‌ الرواية‌ هي‌ الحديث‌ الثامن‌ في‌ كتاب‌ «صفات‌ الشيعة‌»، و هي‌ كمايلي‌:

 الرجوع الي الفهرس

 رواية‌ كتاب‌ «صفات‌ الشيعة‌» في‌ قول‌ رسول‌ الله‌: إِنَّ لِي‌ عَمَلِي‌ وَلَكُمْ عَمَلَكُمْ

يقول‌ المرحوم‌ الصدوق‌ «حَدَثَّنَا مُحَمَّدِ بنُ مُوسَي‌ الْمُتَوَكِّلِ رَحِمَهُ اللَهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ الْحُمَيْرِي‌ عَنِ احْمَدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ عَنْ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ عَلِيِّ بنِ رِئَابِ، عَنْ أَبِي‌ عُبَيْدَةِ الْحَذَّارِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِاللَهِ عَلَیهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: لَمّا فَتَحَ رَسُولَ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَیهِ وَ ءَالِهِ وَ سَلَّمَ مَكَّةَ، قَامَ عَلَی‌ الصَّفَا فَقَالَ: يَا بَنِيّ هَاشِمٍ، يَا بَنِي‌ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ ! إنِّي‌ رَسُولُ اللَهِ إلَيْكُمْ وَ إِنِّي‌ شَفِيقُ عَلَیكُمْ، مَ تَقُولُوا ! إِنَّ مُحَمَّاً مِنَّا ! فَوَاللَهِ مَا أَوْلِيَائِي‌ مِنْكُمْ وَ لاَ مِنْ غَيْرِكُمْ إلاَّ الْمُتَّقذونَ ! أَلاَ أَعْرِفُكُمْ تَأتُونِي‌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَحُمِّلُونَ الدُّنْيَا عَلَی‌ رِقَابِكُمْ، وَ يَأتِي‌ النَّاسُ يَحْمَلُونَ الاْخِرَةَ، أَلاَ وَ إنِّي‌ قَدْ أُعْذَرْتُ فِيمَا بَيْنِي‌ وَ بَيْنَكُمْ وَ فِيمَا بَيْنَ اللَهِ عَزَّوَجَلَّ وَ بَيْنَكُمْ، وَ إِنَّ لِي‌ عَمَلِي‌ وَ لَكُمْ عَلَمُكُمْ.» [26]

 و ينقل‌ المرحوم‌ المجلسي‌ رضوان‌ الله‌ عليه‌ هذه‌ الرواية‌ في‌ «بحار الانوار»  [27] عن‌ «صفات‌ الشيعة‌»، لكن‌ للشيخ‌ المرحوم‌ الصدوق‌ في‌ سند المجلسي‌ إشكال‌، و هو سقوط‌ اسم‌ شخصين‌ منه‌، أحدهما محمّد بن‌ موسي‌ بن‌ المتوكّل‌، إذ أنّ سند الصدوق‌ يتصّل‌ بالحميري‌ عن‌ طريق‌ محمّد بن‌ موسي‌ بن‌ المتوكلّ. و الآخر أحمد بن‌ محمّد علي‌ الذي‌ يروي‌ عنه‌ الحميري‌. و علي‌ أي‌ تقدير فهذه‌ الرواية‌ موجودة‌ في‌ كتب‌ العامّة‌ والخاصّة‌.

 الرجوع الي الفهرس

لاَيُنْجِي‌ إِلاَّعَمَلٌ مَعَ رَحْمَةٍ، وَلَوْ عَصَيْتُ لَهَوَيْتُ

 و كذلك‌ يقول‌ الشيخ‌ المفيد رحمه‌ الله‌ في‌ كتاب‌ «الإرشاد» إنّه‌ عندما أحسّ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ و آله‌ بالموت‌، أخذ بيد عليّ عليه‌ السّلام‌، و اتّبعه‌ جماعة‌ من‌ الناس‌، و توجّه‌ الي‌ البقيع‌، فقال‌ لمن‌ اتّبعه‌: إنّي‌ أمرت‌ بالاستغفار لاصل‌ البقيع‌ ! فانطلقوا معه‌ حتي‌ وقف‌ بين‌ أظهرهم‌ و قال‌: السَّلاَمُ عَلَیكُمْ يَا أهْلَ الْقُبُورِ لِيُهنِّئُكُمْ مَا أَصْبَحْتُمْ فِيهِ، مِمَّا فِيهِ النَّاسُ، أَقْبَلَتِ الْفِتَنْ كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ يَتْبَعُ أَوَّلَهَا ءَاخِرَهَا».

 ثمَّ  لاهل‌ البقيع‌ طويلاً، و أقبل‌ علي‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ فقال‌ له‌: إنَّ جبرائيل‌ عليه‌ السّلام‌ كان‌ يعرض‌ عليّ القرءآن‌ كلّ سنة‌ مرةً و قد عرضه‌ عليّ العام‌ مرّتين‌، و لإأمراه‌ إلاّ لحضور أجلي‌.

 ثمّ قال‌: يا عليّ إنّي‌ خيّرت‌ بني‌ خزائن‌ الدنيا و الخلود فيها أو الجنّة‌، فاخترت‌ لقاء ربّي‌ و الجنّة‌، فإذا أنامتَ فغسّلين‌، و استر عورتي‌، فانّه‌ لايراها أحد إلاّ اُكمه‌.

 ثمّ عاد الي‌ منزله‌، فمكث‌ ثلاثة‌ أيّام‌ موعوكاً، ثمّ خرج‌ الي‌ المسجد معصوب‌ الرأس‌، معتمداً علي‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ بيمنن‌ يديه‌، و علي‌ الفضل‌ بن‌ العبّاس‌ باليه‌ الاُخري‌، حتي‌ صعد المنبر فجلس‌ عليه‌، ثمّ قال‌:

 مَعَاشِرَ النَّاسِ ! قَدْ حَانَ مِنِّي‌ خُفُوقٌ مِنْ بَيْنِ أَظهُرِكُمْ. فَمَن‌ كَانَ لَهُ عِنْدِي‌ عِدَةٌ فَلْيَأتِينِ أُعْطِيهِ إِيَّاهَا؛ وَ مَنْ كَانَ لَهُ عَلَی دَيْنٌ فَلْيُخْبِرُنِي‌ بِهِ.

 مَعَاشِرَ النَّاسَ لَيْسَ بَيْنَ اللَهِ وَ بَيْنَ أَحَدٍ شَي‌ء يُعْطِيهِ بِهِ خَيْراً أَوْ يَصْرِفُ عَنْهُ بِهِ شَرّاً إِلاَّ الْعَمَلُ.

 أَيُّهَا النَّاسُ: لاَ يَدْرَّعِي‌ مُدَّعٍ وَ اَيَتَمَني‌ مُتَمَنٍ وَالَّذِي‌ بَعَثَنِي‌ بِالْحَقِّ نَبِيّاً لاَ يُنْجِي‌ إلاَّ عَمَلٌ مَعَ رَحْمَةٍ وَ لَوْ عَصَيْتُ لَهَوَيْتُ. اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ ؟» [28]

 و لقد أورد ابن‌ أبي‌ الحديد هذه‌ الرواية‌ أيضاً في‌ «شرح‌ نهج‌ البلاغة‌» في‌ شرح‌ الخطبة‌ رقم‌ 195، والتي‌ تتصدّرها هذه‌ العبارة‌:

 وَ لَقَدْ عَلِمَ الْمُسْتَحْفَظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّي‌ الله‌ عَلَیهِ وَ ءآلِهِ إِنِّي‌ لَمْ أَرُدَّ عَلَی‌ اللَهِ وَ لاَ عَلَی‌ رَسُولِهِ سَاعَةً قَطُّ».

 لقد كان‌ رسول‌ الله‌ ينفّذ أوامر الله‌ و يقيم‌ الحدود دون‌ أي‌ تسامح‌. نعم‌ هناك‌ مورد واحد لم‌ يتمكّن‌ فيه‌ من‌ إقامة‌ الحدّ، و ذلك‌ علي‌ عبداللّدين‌ أبي‌ الذي‌ كان‌ في‌ رؤوسالمنافقين‌ في‌ المدينة‌،و كان‌ يؤيّده‌ جماعة‌ كبيرة‌ من‌ أنصار المدينة‌، و كافه‌ تحت‌ إمرته‌ ألف‌ رجل‌ مسلح‌، أي‌ نصف‌ المدينة‌، و الكثير من‌ الاعمال‌ التي‌ صدرت‌ ضد الإسلام‌ في‌ زمان‌ رسول‌ الله‌ كانت‌ بسبب‌ نفاق‌ هذا الرجل‌.

 و ل «عبدالله‌ بن‌ أبيّ» قصّة‌ عجيبة‌ غريبة‌، فهو الذي‌ وصل‌ الي‌ نصف‌ الطريق‌ في‌ المسير الي‌ حرب‌ أحدثمّ رجع‌ الي‌ المدينة‌ و أاعاد معه‌ سبعمائة‌ شخص‌، و قال‌: لا أري‌ من‌ المصلحة‌ أن‌ تقاتلوا خارج‌ المدينة‌، فهؤلإ... هم‌ الذين‌ أخذوا محمّداً خارجها، و قد أطاعهم‌ محمّد فهزم‌. و قد كان‌ له‌ من‌ هذه‌ الامور النفاقية‌ الكثير جدّاً. و أنّ تاريخ‌ الإسلام‌ لكثير الشكوي‌ من‌ عبدالله‌ بن‌ أبيّ.

 و كان‌ أبيّ هو الشخص‌ الذي‌ قذف‌ عائشة‌ بالزنا، و لم‌ يتمكّن‌ رسول‌ الله‌ من‌ إقامة‌ حدّ القذف‌ عليه‌. و قداتّخذ علماء الشيعة‌ الكبار ذلك‌ دليلاً للردّ علي‌ المعترضين‌ علي‌ أميرالمؤمنين‌ و الشيعة‌ من‌ أنّه‌ لو كان‌ الحقّ مع‌ علي‌ فلم‌ لم‌ يلجأ بعد رسول‌ الله‌ الي‌ السيف‌ و لِمَ لم‌ ينهض‌ بالسلاح‌ ؟

 فيجيب‌ علماء الشيعة‌ بأنّه‌ لم‌ يستطع‌. فيتساءلون‌: كيف‌ لم‌ يستطع‌ ؟ عند ما يكون‌ الحقّ له‌ و عندما يعلم‌ الجميع‌ بذلك‌ أيضاً، و حين‌ يكون‌ ذلك‌ قد في‌ خطبة‌ الغدير و في‌ موارد أخري‌، فكيف‌ لم‌ يستطع‌ ؟

 فيجيبون‌ أنّه‌ كما لم‌ يتمكّن‌ رسول‌ الله‌ من‌ إقامة‌ الحدّ علي‌ عبدالله‌ بن‌ أُبَيّ[29].  أي‌ أنّ من‌ الممكن‌ أن‌ تكون‌ للشخص‌ مكانة‌ لدي‌ الناس‌ بشكل‌ ايستطيع‌ الإنسان‌ معه‌ أن‌ يفعل‌ شيئاً تجاهد. فإنّ الطرف‌ المقابل‌ قوي‌ الي‌ درجة‌ كبيرة‌ و يملك‌ من القدرة‌ علي‌ الحركة‌ و الغوغائية‌ و العناصر الخاضعة‌ له‌ ما يتكفّل‌ بقلب‌ الاوضاع‌ دفعة‌ واحدة‌ في‌ المدينة‌.

 و عبدالله‌ بن‌ أبي‌ هذا هو ذلك‌ الشخص‌ الذي‌ قال‌ عِند ما خرج‌ النبيّ الي‌ غزوة‌ بني‌ المصطلق‌: اذا رجعنا الي‌ المدينة‌ لَيَخْرِجَنَّ الاْعَزُّ مِنهَا الاْذَلَّ[30]. و مراده‌ أنّه‌ هو و أتباعه‌ الاعزّة‌ الاقوياء و أنّ الرسول‌ و المسلمين‌ الاذلّة‌ و أنّه‌ سيخرجهم‌ من‌ المدينة‌.

 لقد كان‌ عبدالله‌ بن‌ أبيّ منافقاً لم‌ يتمكّن‌ حتي‌ النبيّ من‌ إقامة‌ الحدّ عليه‌ و إن‌ كان‌ الرسول‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ و ءاله‌ و سلّم‌ لايريد تعطيل‌ حدٍّ واحد من‌ حدود الله‌.

 الرجوع الي الفهرس

الآية‌ القرآنية‌ في‌ ردع‌ رسول‌ الله‌: وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم‌ بِهِ

 عندما جاء النبيّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ و ءاله‌ و سلّم‌ في‌ معركة‌ أُحد، تلك‌ المعركة‌ العجيبة‌ الغريبة‌ التي‌ حصلت‌ للمسلمين‌ و التي‌ قتل‌ فيها الحمزة‌ و مُثِّل‌ به‌، و وقعت‌ عيناه‌ علي‌ الحمزة‌ و قد مُثَّل‌ به‌ (و كان‌ قد سقّت‌ معدته‌ و أخرجت‌ أمعاؤه‌ و أحشاؤه‌، و قطعت‌ أُذنه‌ و قلعت‌ عيناه‌، و في‌ بعض‌ روايات‌ العامّة‌ قطعت‌ مذاكِرة‌) بذلك‌ الوضع‌ العجيب‌ الذي‌ يذكره‌ الواقدي‌ بقوله‌: وَ رَأي‌ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَیهِ وَ ءَالِهِ مَثلاً شَدِيداً، فَأحزَنةُ ذَلِكَ المَثَلُ ثُمَّ قَالَ: لَئِنْ ظَفَرْتُ بِقُرَيْشٍ لاَمَثَّلَنَّ بِثَلاَثِينَ مِنْهُمْ. فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: وَ إِنْ عَاقَبَتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَ لَئِن‌ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لّـِلصَّـ'بِرِينَ[31].  فَعَفا رَسُولَ اللَهُ صَلَّي‌ اللهُ عَلَیهِ وَ ءَالِهِ وَ سَلَّمَ، فَلَمْ يُمَثِّلْ بِأحَدٍ. [32]

 و ينبغي‌ الإلتفات‌ الي‌ الوجه‌ في‌ المسألة‌. فعند ما يري‌ النبيّ جناية‌ المشركين‌ و يقسم‌ أنّه‌ إذا ظفر ليُمثلنّ بسيعين‌ شخصاً حسب‌ بعض‌ الروايات‌، و ثلاثين‌ حسب‌ أكثر الروايات‌، فما هو الإشكال‌ في‌! التمثيل‌ بالمشركين‌ الذين‌ يسفكون‌ دماء المسلمين‌ ؟ لكنّه‌ ما لان‌ يقول‌: «لَئِن‌ ظَفَرْ» فان‌ الله‌ يوقفه‌ و يمنعوني‌ التقدّم‌، و يم‌مره‌ بالمعاقبة‌ بالمثل‌، و يرغبه‌ بأنّ العفو أفضل‌ فانظروا مستوي‌ النبيّ في‌ مقام‌ عبوديته‌ لله‌ عزّوجلّ و الحال‌ التي‌ يمتلكها، حين‌ يري‌ جسد الحمزة‌ بتلك‌ الكيفيّة‌ قطعد قطعة‌ و قد صغتْ هند اُمّ معاوية‌ و بعض‌ النساء الاخريات‌ من‌ كبده‌ و أمعائه‌ و أحشائه‌ التي‌.... قد أخذتها م‌.... الي‌ مكّة‌ قلائد، جعلنها زينة‌ لهن‌، و علّقنها في‌ أعناقهن‌، فيأمره‌ الله‌ بالصبر ـ انظروا هنا العبودية‌ ـ فيختار النبيّ أيضاً الخيار الآخر مع‌ أنّ الله‌ قد سمع‌ له‌ بالتمثيل‌ بشخص‌ واحد لكنّ يختار الصبر. و يصبر و يعفو و لايتمثل‌ ـ جزاء لهذا العمل‌ ـ و لا بشخص‌ واحد الي‌ ءاخر عمره‌. فهذه‌ أيضاً قضيّة‌ عجيبة‌.

 الرجوع الي الفهرس

 الَّذِي‌ صَنَعَ اللَهُ لِرَسُولِهِ وَلِلْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ

و في‌ معركة‌ اُحد التي‌ هزم‌ فيها الكفّار المسلمين‌ ـ و إن‌ كان‌ النصر في‌البداية‌ للمسلمين‌ لكنّ مخالفة‌ بعض‌ المسلمين‌ للنبيّ سبّبت‌ هزيمة‌ الإسلام‌ و المسلمين‌ ـ أخذ عبدالله‌ بن‌ أبيّ هذا و المنافقون‌ في‌ الشمائة‌ بالمسليمن‌، و ارتاحوا لإصابة‌ النبيّ و جرحه‌، و لمقتل‌ سبعين‌ شخصاً من‌ المسلمين‌، و لكون‌ الغلبة‌ للكفّار. و أخذوا يتكلّمون‌ بكلام‌ قبيح‌ جدّاً. و عبدالله‌ بن‌ اُبيّ هذا لم‌ يذهب‌ الي‌ الحرب‌ مع‌ عدد من‌ أعوانه‌، بل‌ رجع‌ من‌ فتصف‌ الطريق‌، بينما ذهبت‌ عدّة‌ اُخري‌ منهم‌ مع‌ النبيّ و رجعوا بجراح‌ في‌ أبدانهم‌.

 و لقد كان‌ ابن‌ عبدالله‌ بن‌ اُبيّ هذا أحد أصحاب‌ النبيّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ و آله‌ و سلّم‌، و كان‌ مسلماً حسن‌ الإسلام‌، و كان‌ مخالفاً لابيه‌. و اسمه‌ عبدالله‌ بن‌ عبدالله‌ بن‌ اُبيّ فالاب‌ اسمه‌ عبدالله‌، و كذلك‌ الابن‌. و كانت‌ له‌ تضحيات‌ كبيرة‌ في‌ سبيل‌ الله‌، و كان‌ يخالف‌ أبيه‌ و يواجهه‌ دفاعاً عن‌ رسول‌ الله‌ باستمرا، و له‌.... مطوّلة‌، و كان‌ رسول‌ الله‌ أيضاً يساير الاب‌ قليلاً مراعاة‌ منه‌ للابن‌. و قد اُطيب‌ هذا الابن‌ في‌ المعركة‌ أيضاً و عاد الي‌ المدينة‌ جريحاً، و لم يتمكّن‌ من‌ النوم‌ تلك‌ الليلة‌ الي‌ الصباح‌، حيث‌ قاموا بكيّ الجراحات‌ التي‌ في‌ بدنه‌ الي‌ أن‌ التأمت‌ و كانوا يكوونها بالنار لكي‌ لاتلتهب‌).

 و كان‌ عبدالله‌ بن‌ أُبيّ يشاهد هذا الوضع‌ فيشمت‌ بالنبيّ و أصحابه‌، و يسمعهم‌ الكلام‌ المقذع‌ و يخاطب‌ ابنه‌: لقد خرجت‌ الي‌ الحرب‌ يا بنيّ علي‌ رأي‌ هذا الرجل‌ (أيّ محمّد) وَ عَصَانِي‌ مُحَمَّدٌ وَ أَطَاعَ الْوِلْدَانَ فلم‌ يضع‌ الي‌ كلامنا نحن‌ الشيوخ‌ المجرّبين‌ الذين‌ عركنّا الدهر وَاللَّهُ لَكَأَنِّي‌ كُنْتُ أَنْظُرْ إلَی‌ هَذَا.

 فأجابه‌ الابن‌ الَّذِي‌ صَنَعَ اللَهُ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُسْلِمِنيَ خَيْرٌ (و لم‌ يوجّه‌ أيّ كلام‌ قبيح‌ أو سيّ، بل‌ اقتصر علي‌ هذه‌).

 ثم‌  أخذ  اليهود  بإساءة‌  القول‌  أيضاً  من‌  أنّ  محمّداً  قد  خرج‌  و  عاد مهزوماً وَ مَا مُحَمَّدٌ إلاّ طَالِبُ مُلْكٍ فما هو بنبيّ، لو كان‌ نبيّاً لما حمل‌ السيف‌، و لما أسلم‌ نفسه‌ للعدوّ في‌ معركة‌ بهذا النحو لكي‌ يهزموه‌، فهو طالب‌ مُلك‌، و عليه‌ أن‌ ينتهي‌ في‌ زاوية‌ يعيش‌ فيها. فهذا الخطّ من‌ الدعوة‌ ليس‌ بدعوة‌ نبوّة‌مَا أُصِيبَ هَكَذَا نَبِيُّ قَطُّ، أُصِيبَ فِي‌ بَدَنِهِ وَ أُصِيبُ فِي‌ أَصْحَابِه‌.

 كان‌ هذا كلام‌ اليهود. أمّا المنافقون‌ فقد شرعوا أيضاً بقبيح‌ القول‌ و خذلان‌ المسلمين‌ و إذ لالهم‌، و إساءة‌ القول‌ كذلك‌ في‌ حقّ النبيّ و توبيخ‌ المسلمين‌ و أمرهم‌ بالنفضاض‌ من‌ حول‌ النبيّ، و كانوا يقولون‌ لهم‌: كان‌ قد بقي‌ معنا هؤلإ الذين‌ خرجوا معكم‌ و قتلوا لما قتلوا، و لقد اطاعوا هذا الرجل‌ (محمّد) فقُلوا.

 الرجوع الي الفهرس

نُهِيتُ عَنْ قَتْلِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَهُ

 و صل هذا الكلام‌ الي‌ أحد أصحاب‌ النبيّ، فأتي‌ إليه‌ طالباً منه‌ الإذن‌ بقتل‌ من‌ يتكلّم‌ بهذا من‌ اليهود و المنافقين‌.

 فقال‌ له‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ و ءاله‌ و سلّم‌: إِنَّ اللَهُ فظِهرُ دِينِه‌ وَ مُعِزُّ نَبِيِّهِ؛ و لِلْيَهُودِ ذِمَّةٌ فَلاَ أَقْتُلُهمْ. إنّهم‌ ليسوا كفّاراً حربين‌، بل‌ ذمّيين‌، و قد تعهّدت‌ بحفظهم‌ و حمايتهم‌، و لئن‌ تكلّموا الآن‌ بما يسيي‌ء فليكن‌، فلايستطيع‌ قتلهم‌ بسبب‌ الكلام‌.

 فقال‌: فَهَؤلإ الْمُنَافِقُونَ يَا رَسُولَ اللَهِ !

 فَقَال‌ رَسُولَ الله‌ صَلّي‌ الله‌ عليه‌ و ءَالِهِ و سلَّمَ: أَلَيْسَ يُظْهِرُونَ أَن‌ لاَ إلَهَ إلاَّ اللَهُ وَ أَنِّي‌ رَسُولُ اللَهُ ؟

 قَالَ: بَلَي‌ يَا رَسُولَ اللَهِ، وَ إنَّمَا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ.... مِنَ السَّيْفِ؛ فَقَدْ بَأنَ لَهُمْ أَمْرُهُمْ وَ أَبَدي‌ اللَهُ أَضْغَانَهُمْ عِنْدَ هَذِهِ النَكْبَةِ.

 فَقَالَ رَسُولَ اللَه‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ و ءاله‌ و سلّم‌: نُهِيتُ عَنْ قَتْلِ مَنْ قَالَ: لاَإلَهَ إلاَّ اللَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَهِ. و هذه‌ الرواية‌ ينقلها الواقدي‌. [33]

 فانظروا هذا النبيّ الي‌ أيّ درجة‌ هو في‌ صراط‌ العبودية‌ ؟! و كم‌ هو عبد ذليل‌ مطيع‌ لاوامر الله‌ تعالي‌ ؟! حيث‌ يصبر علي‌ كلّ هذه‌ الإساءات‌ القولية‌ ثم‌ يمنع‌ أصحابه‌ الذي‌ جاءوا بسيوفهم‌ المشرعة‌ بهذف‌ الانتقام‌، و يقول‌ لهم‌: دعوهم‌ و شم‌نهم‌، دعوهم‌ يقولون‌ ماشاءوا، فقد أمرني‌ الله‌ سبحانه‌ بعدم‌ قتل‌ من‌ تلفّظ‌ بالشهادتين‌ مهما كان‌ قلبه‌، فلست‌ مكلّفاً بالباطن‌، و انّما باظاهر حيث‌ أمرني‌ الله‌ بقتال‌ الناس‌ حتي‌ يقولوا: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله‌. فإذا قالوها فقد عَصَّمُوا مِنِّي‌ دِمَاءَهُمْ وَ أَمْوَالَهُمْ.

 لقد قال‌ النبيّ هذه‌ الجملة‌ عدّة‌ مرّات‌ في‌ مواطن‌ متعدّدة‌. و هذه‌ قضيّة‌ عجيبة‌ للغاية‌ أيضاً، يجب‌ أن‌ تُلفت‌ الإنسان‌ و تنبّهه‌ الي‌ نمط‌ هذا النبيّ و نحو عبوديته‌ بحيث‌ لا يجوّز لنفسه‌ أدني‌' تعدَّ و تجاوز للخطّ الذي‌ رسمه‌ الله‌، و لانّه‌ يريد القيام‌ يعمل‌ خير، فالخير هو في‌ أن‌ يكون‌ عبدالله‌، و أن‌ يجعل‌ ولايته‌ في‌ مسار ولاية‌ الله‌.

 فلو أراد أن‌ يبدي‌ أياً من‌ عند نفسه‌ لحصل‌ اختلاف‌ في‌ الالتجاه‌ مِن‌ هذه‌ الولاية‌ و ولاية‌ الله‌، و لكان‌ هو بنفسه‌ مسؤولاً، أي‌ لكان‌ قد بدّل‌ عمله‌ الحسن‌ بالسيئة‌، أي‌ ان‌ العمل‌ الذي‌ نتيجته‌ الشفاعة‌ الكبري‌ و العمل‌ الذي‌ نتيجته‌ الإمساك‌ بلواء الحمد و ارتقاء منبر الوسيلة‌ و الشفاعة‌ للاوّلين‌ و الآخرين‌ وَ مَا أَرْسَلْنَـ'كَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَـ'لَمِينَ. [34]

 نتيجته‌ مؤاخذة‌ الله‌ له‌. و لقد كان‌ النبيّ يمتلك‌ نفسيّة‌ كهذه‌ !

 فانظروا الي‌ هذه‌ النفس‌ كم‌ هي‌ خاضعة‌ و فاسعة‌ و ذليلة‌ و مسكينة‌ و مستكينة‌ و في‌ مقام‌ العبودية‌ لله‌، ليس‌ فيها أيّ! جهة‌ أمرا أو نهي‌ أو حبّ ظهور أو أنانية‌ و محورية‌ إلاّ فيما يأذن‌ فيه‌ الله‌.

 هذا هو معني‌' الولاية‌، ولاية‌ الائمّة‌، ولاية‌ أميرالمؤمنين‌، ولاية‌ إمام‌ العصر عليهم‌ السّلام‌، و جميعهم‌ عي‌ هذا النهج‌. هؤلإ الذين‌ يمتلكون‌ الولاية‌ لا يعني‌ أنّهم‌ يستغلّون‌ ولايتهم‌ تلك‌ يوم‌ القيامة‌ فيقومون‌ بإدخال‌ أقوامهم‌ الي‌ الجنّة‌ و جميع‌ مخالفيهم‌ ـ لا المخالفين‌ عقائدياً فقط‌. بل‌ حتي‌ المخالفين‌ عشائرياً ـ الي‌ النار. كلاّ فالامر ليس‌ كذلك‌ علي‌ الإطلاق‌. فكلّ هذه‌ الامور قائمة‌ علي‌ أساس‌ المعني‌ و الحقيقة‌. فمن‌ يدخل‌ الي‌ الجنّة‌ هو ذلك‌ الذي‌ يمتلك‌ علاقة‌ معهم‌. و ذلك‌ الذي‌ يدخل‌ الي‌ النّار هو من‌ يكون‌ منقطعاً عنهم‌. فولايتهم‌ ولاية‌ الله‌ و أمرهم‌ و نهيهم‌ أمرالله‌ و نهيه‌.

 اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَ ءَالِ مُحَمَّد

 الرجوع الي الفهرس

تتمة النص

      

ارجاعات

________________________________________

[1]  ـ الآية‌  36، من‌ السورة‌  33 : الاحزاب‌

[2] ـ صدر الآية‌  67، من‌ السورة‌  5 : المآئدة‌

[3] ـ الآية‌  6، من‌ السورة‌  33 : الاحزاب‌

[4] ـ ينقل‌ ابن‌ شهرءاشوب‌ هذه‌ الرواية‌ في‌ كتاب‌ «المناقب‌» طباعة‌ المطبعة‌ العلمية‌ في‌ قم‌: ج‌  3، ص‌  105  بألفاظ‌ مختلفة‌ عن‌ كتب‌ العامّة‌ و الخاصّة‌ ـ و من‌ مجلتها «مفردات‌ القرءان‌» للراغب‌ الإصفهاني‌ مع‌ تذييل‌ لطيف‌:

 قال‌ النبيّ  ] صلّي‌ الله‌ عليه‌ و ءاله‌ و سلّم‌ [ :  يَا عَلِيُّ ! أَنَا وَ أَنْتَ أَبَوَا هَذِهِ الاُمَّةِ، وَ لَحَقُّنَا عَلَيْهِمْ أَعْظَمُ مِنْ حَقِّ أَبَوي‌ وِلاَدَتِهِمْ فَإنَّا نُفقِدُهُمْ إن‌ أَطَاعُونَا مِنَ النَّارِ إلَي‌ دَارِ الْقَرَارِ وَ نُلْحِقُهُمْ مِن‌ الْعُبُودِيَّةِ بِخِيَارِ الاَحْرَار.  و قد نقل‌ المرحوم‌ المجلسي‌ هذا الذيل‌ عن‌ «المفردات‌» أيضاً في‌ «بحار الانوار»: ج‌  36، ص‌  11، ولكنّ هذا الذيل‌ قد خذف‌ من‌ الطبعات‌ الاخيرة‌ «للمفردات‌».

[5] ـ «من‌ لايحضره‌ الفقيه‌» ج‌  4، باب‌ نوادر الموارث‌، ص‌  204  من‌ طبعة‌ النجف‌، الرواية‌ الاخيرة‌.

[6] ـ جزء من‌ الآية‌  275، من‌ السورة‌  2 : البقرة‌

[7] ـ صدر الآية‌  1، من‌ السورة‌  5 : المآئدة‌

[8] ـ صدر الآية‌  29، من‌ السورة‌  4 : النّسا

[9] الآیه68، من السوره3: آل عمران.

[10] ـ جزء من‌ الآية‌  124، من‌ السورة‌  2 : البقرة‌

 [11] ـ «فروع‌ الكافي‌» ج‌  7، كتاب‌ القضاء و الاحكام‌، ص‌  406، باب‌ أن‌ الحكومة‌ انماهي‌ للامام‌ عليه‌ السلام‌، الحديث‌  2 .

[12] ـ «التهذيب‌» ج‌  6، ص‌  217، كتاب‌ القضايا و الاحكام‌، الباب‌  87، الحديث‌  1 .

[13] ـ «من‌ لايحضره‌ الفقيه‌» ج‌  3، ص‌  5، باب‌ اتّقاء الحكومة‌، الحديث‌  3223 .

[14] ـ من‌ الآية‌  6، من‌ السورة‌  5 : المآئدة‌

[15] ـ من‌ الآية‌  78، من‌ السورة‌  22 : الحجّ

[16] ـ من‌ الآية‌  43، من‌ السورة‌  4 : النّساء. و الآية‌  6، من‌ السورة‌  5 : المائدة‌.

[17] ـ «مرآة‌ العقول‌»، ج‌  4، ص‌  265 . «كتاب‌ القضاء»، الطبعة‌ الحديثة‌، و كذلك‌ في‌ ج‌ 4، ص‌  31، من‌ الطبعة‌ الحجرية‌.

[18] ـ «اصول‌ الكافي‌» ج‌  1، ص‌  198، باب‌ نادر جامع‌ في‌ فضل‌ الإمام‌ و صفاته‌، الحديث‌  1 .

[19]  ـ جزء من‌ الآية‌  28، من‌ السورة‌  7 : الاعراف‌

[20] ـ جزء من‌ الآية‌  0 9، من‌ السورة‌  16: النّحل‌

[21] ـ صدر الآية‌  29، من‌ السورة‌  7 : الاعراف‌

[22] ـ من‌ جملة‌ الادعية‌ الواردة‌ بين‌ التكبيرات‌ السبعة‌ الافتتاحية‌ للصلاة‌  «لَبَّيْكَ وَ سَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي‌ يَدَيْكَ وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ وَالْمُهْدِيُّ مَنْ هُوَيْتُ»  «مصباح‌ الكفعمي‌» الطبعة‌ الحجرية‌، ص‌ 15

[23] شراشر: کامل أعضاء جسمه ونفسه.

[24] ـ جزء من‌ الآية‌  30، من‌ السورة‌  10 : يونس‌

[25] ـ «ثمَّ اهتديت‌» ص‌  157

[26] ـ ص‌  165، من‌ مجموعة‌ «علي‌ و الشيعة‌ و فضائل‌ الشيعة‌ و صفات‌ الشيعة‌».

[27] ـ «بحار الانوار» الطبعة‌ الجديد الحروفيّة‌، ج‌  21، ص‌  111

[28] ـ «الإرشاد» للشيخ‌ المفيد، طبعة‌ الآخوندي‌، ص‌  85 و 86؛ والطبعة‌ الحجرية‌، ص‌  98 . و «شرح‌ نهج‌ البلاغة‌» لابن‌ أبي‌ الحديد، طبعد بيروت‌، ج‌  2، ص‌  563. و قد أوردناها في‌ دورة‌ العلوم‌ و المعارف‌ الإسلامية‌، قسم‌ «امام‌ شناسي‌»، «معرفة‌ الإمام‌» ج‌  13، ص‌  78

[29] ـ «شرح‌ روضة‌ الكافي‌» الملاّ صالح‌ المازندراني‌، ج‌  11، ص‌  281

[30] ـ جزء من‌ الآية‌  8، من‌ السورة‌  63: المنافقون‌

[31] ـ الآية‌ 126، من‌ السورة‌ 16: النّحل‌

[32] ـ «المغازي‌» للواقدي‌ ج‌  1، ص‌  290

[33] ـ «المغازي‌» ج‌  1، ص‌  317 . و قد أوردناها في‌ دروه‌العلوم‌ و المعارف‌ الاسلامية‌، قسم‌ «امام‌ شناسي‌» و «معرفة‌ الإمام‌» ج‌  13، ص‌  58

[34] ـ الآية‌  107، من‌ السورة‌  21 : الانبياء

 الرجوع الي الفهرس

تتمة النص

                                 

.

التعريف و الدليل

كلية الحقوق، محفوظة و متعلقة بموسسة ترجمة و نشر دورة علوم و معارف الاسلام

این مورد را ارزیابی کنید
(0 رای‌ها)

پیام هفته

مصرف کردن بدون تولید
آیه شریفه : وَ لَنُذيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى‏ دُونَ الْعَذابِ الْأَکْبَرِ ... (سوره مبارکه سجده ، آیه 21)ترجمه : و ما به جز عذاب بزرگتر (در قیامت) از عذاب این دنیا نیز به آنان می چشانیم ...روایت : قال أبي جعفر ( ع ): ... و لله عز و جل عباد ملاعين مناكير ، لا يعيشون و لا يعيش الناس في أكنافهم و هم في عباده بمنزله الجراد لا يقعون على شيء إلا أتوا عليه .  (اصول کافی ، ج 8 ، ص 248 )ترجمه : امام باقر(ع) مي‌فرمايد: ... و خداوند بدگانی نفرین شده و ناهنجار دارد که مردم از تلاش آنان بهره مند نمی شوند و ایشان در میان مردم مانند ملخ هستند که به هر جیز برسند آن را می خورند و نابود می کنند.

ادامه مطلب

موسسه صراط مبین

نشانی : ایران - قم
صندوق پستی: 1516-37195
تلفن: 5-32906404 25 98+
پست الکترونیکی: این آدرس ایمیل توسط spambots حفاظت می شود. برای دیدن شما نیاز به جاوا اسکریپت دارید