الدرس الثالث: ولاية الفقيه والصفات

الدرس الثالث: ولاية الفقيه والصفات

ولاية الفقيه رأس الهرم

لكل سلطة تنفيذية هرمها التنظيمي الخاص، والذي يقف علی رأسه مسؤول أول ترجع إليه الأجهزة التنفيذية. وكل نظام يطرح رأس الهرم فيه ويهتم ببيان مواصفاته المطلوبة ومهامه الأساس وسعة سلطته. ومن المعلوم أن رأس الهرم في الإسلام في زمن النبي صلی الله عليه وآله وسلم هو شخص النبي، وقد قال تعالی ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ...﴾1.

وبعد النبي صلی الله عليه وآله وسلم كان الإمام علي عليه السلام بمقتضی تتمة الآية السابقة ﴿... وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُون﴾، وبمقتضی الكثير من الأدلة كحديث الغدير وغيره... وبعده للأئمة الأطهار عليهم السلام. كل هذا جری بحثه وتنقيحه بشكل واضح ضمن المباحث العقائدية.

ولكن السؤال المهم والذي يجب الإجابة عنه هو تحديد رأس الهرم في زمن الغيبة الذي نعيشه، لأننا نتحدث عن جهاز تنفيذي حاضر وجاهز ويقوم بالتوجيه بالشكل المطلوب. فمع غيبة الإمام وعدم إمكانية الرجوع إليه في هذا العمل، من هو رأس الهرم عملياً؟

من الواضح عند المتشرعة أن رأس الهرم في النظام الإسلامي في زمن الغيبة هو الفقيه الجامع للشرائط، يقول الإمام الخميني قدس سره: "ولاية الفقيه من المواضيع التي يوجب تصورها التصديق بها، فهي لا تحتاج
________________________________________
1- المائدة:55.
 
لأية برهنة، وذلك بمعنی أن كل من أدرك العقائد والأحكام الإسلامية - ولو إجمالاً - وبمجرد أن يصل إلی ولاية الفقيه ويتصورها فسيصدق بها فوراً وسيجدها ضرورة وبديهية... "2.

صفات الولي في الإسلام

ولاية الفقيه تعني أنه في نظام الإسلام لا يمكن لأي شخص أن يكون علی رأس الهرم مهما كانت صفاته ومؤهلاته. بل مثل هذا المنصب المهم يفترض وجود شخصية تتمتع بالصفات والمؤهلات المطلوبة التي تجعل المتصدي قادراً علی القيام بدوره المرجو في قيادة الأمة ضمن الطريق الذي يرضاه الله تعالی لتحقيق الأهداف الصحيحة، وهذه الصفات والمؤهلات يمكن تلخيصها بما يلي:

1 - أن يكون فقيهاً، لأن الفقيه هو القادر علی معرفة الأهداف الإسلامية الصحيحة التي ينبغي تحقيقها، وهو يعرف المنهجية الإسلامية التي ينبغي انتهاجها، والأحكام الشرعية التي يجب تطبيقها ومراعاتها. وأما غير الفقيه، فحتی لو حسُنت سريرته وخلصت نيّته، فسيكون في أحسن الأحوال ممن يريد الحق فيصيب باطلاً، بسبب جهله وعدم معرفته بالحكم الإلهي لكل مسألة وعند كل واقعة، يقول تعالی: ﴿أَفَمَن يَهْدِي إِلَی الْحَقّ ِ أَحَقّ ُ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَی فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُون﴾3.

2 - أن يكون تقياً ورعاً يخشی الله تعالی ولا يخشی سواه، ليس في قلبه سوی همّ رضا الباري عز وجل وتطبيق أحكامه،
________________________________________
2- الحكومة الإسلامية، الإمام الخميني قدس سره صفحة 17.
3- يونس:35.
 
وقيادة الناس نحو رضاه تعالی، وقد روي عن الإمام الحسين عليه السلام: "ما الإمام إلا الحاكم بالكتاب القائم بالقسط الدائن بدين الحق، الحابس نفسه علی ذلك لله"4.

3- أن يمتلك وضوحاً في الرؤية ومعرفة للزمان الذي يعيشه، والأخطار والتهديدات التي تحيط بالمسلمين، والفرص التي يمكن أن يستفيد منها، ونقاط الضعف والقوة لدی المجتمع، وبعبارة أخری أن يمتلك بصيرة تمكنه من التشخيص واتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب.

4- أن يمتلك الصفات القلبية الضرورية للقائد من كرم وشجاعة وإقدام وشهامة... فعن الإمام الرضا عليه السلام: "للإمام علامات: يكون أعلم الناس وأحكم الناس، وأشجع الناس، وأسخی الناس، وأعبد الناس.."5.

5- أن يمتلك شخصية إدارية قادرة علی الإمساك بالمجتمع الإسلامي وإدارته بالشكل الصحيح بما فيه من مؤسسات وتجمعات وتوجهات...

وغيرها من الصفات الأساسية الضرورية في القائد.

والأمور الثلاثة الأخيرة مطلوبة في كل نظام ليستطيع أن يحقق النجاح. وتبقی الميزة الأساس في ولاية الفقيه في الأمرين الأولين، أي الفقاهة والتقوی.
________________________________________
4- المجلسي-محمد باقر -بحار الأنوار- مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة -ج 44، ص 335.
5- المجلسي-محمد باقر -بحار الأنوار- مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة -ج 25، ص 116.
 

این مورد را ارزیابی کنید
(0 رای‌ها)

پیام هفته

مصرف کردن بدون تولید
آیه شریفه : وَ لَنُذيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى‏ دُونَ الْعَذابِ الْأَکْبَرِ ... (سوره مبارکه سجده ، آیه 21)ترجمه : و ما به جز عذاب بزرگتر (در قیامت) از عذاب این دنیا نیز به آنان می چشانیم ...روایت : قال أبي جعفر ( ع ): ... و لله عز و جل عباد ملاعين مناكير ، لا يعيشون و لا يعيش الناس في أكنافهم و هم في عباده بمنزله الجراد لا يقعون على شيء إلا أتوا عليه .  (اصول کافی ، ج 8 ، ص 248 )ترجمه : امام باقر(ع) مي‌فرمايد: ... و خداوند بدگانی نفرین شده و ناهنجار دارد که مردم از تلاش آنان بهره مند نمی شوند و ایشان در میان مردم مانند ملخ هستند که به هر جیز برسند آن را می خورند و نابود می کنند.

ادامه مطلب

موسسه صراط مبین

نشانی : ایران - قم
صندوق پستی: 1516-37195
تلفن: 5-32906404 25 98+
پست الکترونیکی: این آدرس ایمیل توسط spambots حفاظت می شود. برای دیدن شما نیاز به جاوا اسکریپت دارید